مصدر في مؤسسة خاضعة للنظام: يجري العمل على تأهيل المنطقة الصناعية بداريا والعودة بعد سنة


قال مصدر مطلع يعمل في وزارة الإدارة المحلية التابعة لحكومة النظام، إن العمل جار على تجهيز منطقة للسكن في مدينة داريا الخالية حالياً من أهاليها بشكل تام.

ووقف ثوار المدينة الشهيرة في وجه قوات الأسد وميليشيات شيعية عديدة لمدة تتجاوز الثلاث سنوات تعرضت خلالها المدينة لهجمات شرسة وقصف عنيف بالبراميل المتفجرة.

وفي نهاية الشهر الثامن من العام الحالي توصل ثوار المدينة الذين لا يتجاوز عددهم الألف مقاتل إلى اتفاق مع قوات النظام يقضي بإخلاء مدينتهم والهجرة باتجاه الشمال السوري.

ومنذ بداية الحملة العسكرية في نهاية العام 2012 خرج معظم أهالي المدينة هرباً من القصف والمعارك ليعيشوا في أوضاع سيئة في بلدات ريف دمشق وغيرها، آملين بالعودة في أقرب وقت.

ما بين 50 و 70 ألف في الغوطة الغربية

وقال أحد المدنيين خلال حديث لـ "اقتصاد": "تركنا بيوتنا في تلك الفترة كما هي، لم نأخذ معنا شيئاً.. لقد ظننا أن العودة قريبة ولكننا اليوم وبعد أربع سنوات مازلنا نحلم بالعودة".

وقال مصدرنا، وهو يرأس مؤسسة تتبع لوزارة الإدارة المحلية، طلب عدم الكشف عن هويته: "جميع الديارنة القاطنين بالريف الدمشقي سيمكنهم العودة إلى مدينتهم في وقت لاحق".

ولا نملك إحصائية تشير إلى عدد هؤلاء لكن أحد أهالي المدينة تحدث من بلدة زاكية في الغوطة الغربية حول رقم يتراوح بين 50 و 70 ألف نسمة.

وخلال مكالمة عبر سكايب قال "محمد" متحدثاً لـ "اقتصاد": "يسكن معظم هذا العدد من الديارنة في زاكية وخان الشيح  والطيبة ومقليبة والكسوة وغيرها".

وأضاف: "لدينا أيضاً مئات الأسر في مركز إيواء ببلدة الحرجلة وهم من الأهالي الذين أخرجوا من داريا والمعضمية بعد الاتفاق".

وتحدث مواطن آخر ويدعى "سليمان" وهو من أبناء المدينة ويسكن في منطقة أخرى حول دمشق، عن شائعات سرت بين الناس تفيد بإمكانية العودة للديارنة القاطنين حول العاصمة وفي إيواء الحرجلة.

وأفاد "سليمان" بأن جهة مسؤولة عن عودة الديارنة حددت تكلفة إعمار المدينة بـ 50 مليار ليرة، مشيراً إلى أن القائمين على هذا الأمر استلموا مبلغ مليار ليرة سورية كخطوة مبدئية في إعادة الإعمار.

وقال مصدرنا إن هذه المعلومات ليست شائعات بل هي "معلومات صحيحة".

العودة أيضاً للقاطنين في الحرجلة

من داخل مركز الحرجلة تحدث المواطن "ب" لـ "اقتصاد" في مكالمة صوتية عبر "واتس آب"  قائلاً: "لم يخرج سوى عدد قليل من القاطنين في المركز، الخروج حالياً غير مسموح، لكنهم يسمحون للنساء والأطفال بالمغادرة لساعات محدودة".

بينما اشتكى "ز" عبر مكالمة أخرى، من حالة الضجر والملل التي يعيشها قاطنو مركز الحرجلة.

وقال  "ز": "أريد الخروج من هنا في أقرب وقت".

وعلّق مصدرنا قائلاً إن الجميع سيعودون إلى المدينة محدداً توقيت العودة بعد سنة كاملة من الآن.

 يتم تجهيز المنطقة الصناعية

ومنذ إخلاء مدينة داريا يعمل المكتب التنفيذي لبلدية المدينة على عودة مدنيين من أبناء المدينة إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة جيش النظام.

وعبر صفحته على "فيسبوك"، قال المكتب التنفيذي إنه حصل على موافقات أمنية للشروع في عملية التجهيز مشيراً إلى سعيه لتأهيل ما يعرف بالمنطقة الصناعية شرقي المدينة كخطوة أولى في إعادة الإعمار وعودة الأهالي.

وعبر نفس الصفحة نشر المكتب صوراً لأشخاص يعملون على تركيب محولات كهربائية بينما أظهرت صور أخرى سيارات صفراء اللون تحمل هذه المحولات.


وقي تعليق آخر قال المكتب التنفيذي: " تم اليوم تحديد نقاط دخول خط الكهرباء المتوسط انطلاقاً من منطقة الدحاديل إلى الكرنيش الشرقي باتجاه دوار الباسل، وتم تحديد 5 محطات لتغذية المنطقة بكلفة 200 مليون ليرة للمرحلة الأولى".

وأشار المكتب في نفس الصفحة إلى دخول  كادر فني لدراسة تأهيل الفرن الآلي ليقدم الاحتياجات اللازمة عند عودة الأهالي.

وقال مقاتل كان في المدينة وخرج عشية تطبيق اتفاق الإخلاء إن معظم مناطق داريا الواقعة بالقرب من دمشق والتي كانت تحت سيطرة جيش النظام ما تزال سليمة من الدمار بشكل نسبي.

وأضاف خلال حديث لـ "اقتصاد": "مررنا بأماكن جيدة ومقبولة، الدمار كان بسيطاً نتيجة عدم تعرضها للقصف".

 المرسوم 66

في الأيام الماضية عقدت اجتماعات على مستوى الوزراء في المركز الثقافي للمدينة. وحضر هذه الاجتماعات وزير الإدارة المحلية ووزير الأشغال ووزير الصحة ومحافظ ريف دمشق ومحافظ دمشق، إضافة لأعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة و رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لبلدية داريا.


وعلّق المكتب التنفيذي على هذه الاجتماعات مشيراً إلى أنها تناولت دراسة المخطط التنظيمي للمنطقة التي تقع خارج المخطط القديم وإمكانية ضمها الى المرسوم 66 إضافة لزيارة المشفى الوطني ورصد الميزانية والكادر الطبي لإعادة تأهيله، ومتابعة أعمال تنظيف الشوارع وفتح الطرقات.

يشار إلى أن المرسوم التشريعي 66 ﻳﻘﻀﻲ بإحداث منطقتين تنظيميتين في نطاق محافظة دمشق، الأولى، جنوب شرق المزة (مزة – كفرسوسة)، والثانية، تنظيم جنوب المحلق الجنوبي (مزة – كفرسوسة – قنوات – داريا – قدم)، حيث سيتم إشادة حوالي /14/ مليون متر مربع سكني في المنطقتين، وفقاً لموقع محافظة دمشق.

ترك تعليق

التعليق