الزواج في إدلب بلا أفراح.. والمهر مرتفع بـ "مقدم مقبوض"


يقول "حسن الأسعد" متحدثاً لـ "اقتصاد" حول موضوع الأفراح في مدينته سراقب، "هناك فرق كبير بين الأفراح التي كانت تقام في مدينتي قبل الثورة وتلك التي تقام الآن..".

تقاليد عديدة وغنية بالفعاليات والأعمال الممتعة - المتعبة في نفس الوقت كان المحتفلون بالزواج يقومون بها ويتبعونها كسنة متداولة منذ عهود قديمة.

يشير "الأسعد" إلى أن العرس يكون في يومين متتابعين يطلق على الأول يوم الحنة والثاني يوم الدخلة.. تقام الأفراح خلال هذين اليومين للرجال والنساء حيث تقام الولائم والذبائح للجميع.

لكن مع قدوم الثورة والاعتداء الإجرامي الذي وقع على الشعب السوري ألغيت معظم هذه الأفراح.. وصار المحتفلون يكتفون بلمة بسيطة للأهل والأصحاب.

مهور مرتفعة

ربما ينحصر الاختلاف بين ما قبل الثورة وبعدها في الامتناع عن القيام بأفراح كبيرة لكن العادات الأخرى المتعلقة بالمهور وتلبيسة الذهب وإجراءات الزواح المختلفة بقيت كما هي في أغلب الأحيان.

يوضح حسن الأسعد أن المهور تختلف من منطقة لمنطقة، "في سراقب المقدم يكون غالباً 500 ألف ليرة والمؤخر مليون وفي بعض الضيع التابعة لسراقب مثل جوباس لا يتجاوز المقدم 200 ألفاً والمؤخر 200 ألف ليرة"، يقول الأسعد.

ويضيف: "تلبيسة الذهب التي تكون عند قراءة الفاتحة أو كتب الكتاب في ضيع سراقب لا تقل عن 20 غراماً من الذهب، كما أن المتزوجين في هذه الضيع يسكنون في بيوت مشتركة مع أهاليهم أما في سراقب المدينة فيشترطون أن يقطن العريس في بيت خاص".

"المقدم "مقبوض

منذ سنوات عديدة وفي مسعى لتسهيل الزواج وتيسيره على أبنائهم، عدّل أهالي دمشق وريفها العادات المتبعة في المهر إذ امتنعوا عن استلام المهر المقدم مكتفين بتقييده في عقد الزواج بـ "غير مقبوض".

في معظم مدن وقرى محافظة إدلب يختلف هذا الترتيب إذ لايزال الأهالي يصرون على المهر المقبوض مهما بلغ حجمه.

"محمد فاضل" من أبناء مدينة سرمين أكد أنه لا جدوى من جعل المهر غير مقبوض.

وأضاف "فاضل" متحدثاً لـ "اقتصاد" أن المؤخر يعتبر غير مقبوض وتستلمه الزوحة في حال الطلاق لكنه لا يرى مبرراً من معاملة المهر "المقدم" بالمثل حفاظاً على حق الزوجة.

وبيّن "فاضل" عادات الزواج المتبعة في سرمين وإدلب والنيرب وغيرها، قائلاً: "أهالي منطقتنا يرغبون في تسجيل المهر والتلبيسة بالذهب لا بالليرة السورية، وغالباً ما يبلغ المهر "المقدم" مع التلبيسة 30 غراماً تقبض عند توقيع عقد الزواج، كما ييلغ المؤخر قرابة 50 غراماً من الذهب ويكون غير مقبوض".

وبحسب "محمد فاضل"، تختلف عادات مدينته عن غيرها من مناطق المحافظة حيث تكون الأفراح في يوم واحد بدون ما يعرف في المناطق الأخرى بـ "يوم الحنة"، ولا تقام أفراح بل "مجرد لمة أقارب"، وفقاً لتعبيره.

ترك تعليق

التعليق