كيف ساهمت مظاهرات السوريين في أوروبا بتوجيه الأنظار إلى مأساة حلب
- بواسطة عروة سوسي - خاص - اقتصاد --
- 17 كانون الأول 2016 --
- 0 تعليقات
غصت ساحات وميادين العديد من العواصم الأوروبية خلال اليومين الماضيين بالمئات من المتظاهرين السوريين والأوروبيين الذين خرجوا إلى الشوارع ووقفوا أمام سفارات النظام الروسي والسوري للتعبير عن غضبهم وإدانتهم للمجازر الوحشية التي يرتكبها النظامين الروسي والسوري والميليشيات التابعة لهم بحق من تبقى من أهالي مدينة حلب في أحيائها الشرقية المحاصرة والتي تقصف بكافة أنواع الأسلحة وسط عجز الدفاع المدني والطواقم الطبية عن إنقاذ المئات من الأطفال والنساء والشيوخ الذين قضوا تحت أنقاض منازلهم.
ما يحدث في حلب حرك مشاعر الغضب لدى الكثير من السوريين الذي شتتهم نظام الأسد في مشارق الأرض ومغاربها، ودفعهم للخروج إلى الشارع لإيصال رسالة أهالي حلب المحاصرين الى المجتمع الأوروبي ولفت أنظاره لما يحدث هناك من مأساة ومجازر إبادة جماعية لحوالي 100 ألف من سكان حلب توزعوا على عدة كيلو مترات شرق المدينة المحاصرة من قبل الميليشيات الطائفية.
نشطاء حقوقيون سوريون معارضون نقلوا ما يجري في حلب عبر وسائل الإعلام الأوروبية المسموعة والمرئية واستطاعوا نقل ما يجري في سوريا وحلب بشكل خاص إلى المجتمع الأوروبي الذي كان يعتبر أن ما يجري في سوريا هي حرب أهلية وصراع على السلطة.
الناشط الحقوقي، جميل صبحان، المقيم في العاصمة الإسبانية مدريد، قال حديث خاص لـ "اقتصاد"، إن المظاهرات التي خرجت تحت عنوان "حلب تباد"، شغلت الرأي العام والصحف الإسبانية بشكل كبير ودعت الحكومة الإسبانية التي سبق لها وقدمت لمجلس الأمن الدولي مشروع قرار لوقف القصف على حلب لممارسة ضغط أكثر ضد روسيا ونظام الأسد وتقديم الدعم الإغاثي والطبي للمحاصرين والمهجرين.
بدوره، قال الصحفي والناشط الحقوقي السوري، صخر إدريس، المقيم في باريس، إن عدداً كبيراً من النشطاء الحقوقيين والسياسيين والصحفيين العرب والأوروبيين شارك بتلك المظاهرات والوقفات الاحتجاجية كما شارك عدد من البرلمانيين الفرنسيين في الوقفة الاحتجاجية أمام قصر الإليزيه، مقر إقامة الرئيس الفرنسي.
وما لفت الانتباه في تلك المظاهرات هو مشاركة عدد كبير من الفرنسيين الذين لطالما وقفوا محايدين أو رماديين تجاه ما يجري في سوريا من أحداث، أو كان لديهم نظرة خاطئة عنها وذلك بسبب التضليل الإعلامي الذي نجح به نظام الأسد داخل المجتمع الأوروبي، بينما عجز إعلام الثورة والإعلام العربي الذي كان موجهاً إلى السوريين والعرب في توضيح الصورة الصحيحة للأوروبيين، حسب وصف إدريس.
إلا أن مأساة حلب ساهمت بتوعية الكثير من الأوروبيين وشكلت لديهم حالة من الوعي العام لما يحدث في سوريا وإدراكهم أن ما يحصل ليس حرباً على الإرهاب، بل هي ثورة شعب يتعرض لإبادة جماعية بالبراميل والصواريخ، ودفعتهم للنزول للشوارع مطالبين حكوماتهم باتخاذ مواقف واضحة ضد روسيا ونظام الأسد في المحافل الدولية.
التعليق