أين سيسكن مُهجّرو حلب؟.. دعوات لوضع مخيمات النازحين تحت الحماية الدولية


 من المتوقع أن تصل إلى محافظة إدلب آلاف العائلات من مُهجّري مدينة حلب، بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والسماح بخروج المدنيين.

 وكانت قد وصلت إلى المحافظة خلال الأشهر الماضية أعداد كبيرة من داريا والمعضمية، وبقية المناطق السورية الأخرى، ضمن خطة التهجير الممنهجة التي يتبعها النظام.

 نقص في متطلبات الحياة

 تعيش المحافظة في وضع سيء جداً من ناحية المقدرة على الاستيعاب السكني، مع تزايد المتوجهين إليها من كافة المناطق.

كما وتعاني المنطقة من نقص كبير في المواد الغذائية، نتيجة التوقف شبه الكامل للحياة الزراعية في المحافظة، مع الاستهداف الدائم للطيران الروسي والأسدي.

 وتواجه المؤسسات والمنظمات الإغاثية صعوبات كبيرة، لتدفق أعداد كبيرة من النازحين مع ضعف الإمكانيات، وتقلص المساعدات من المنظمات الدولية.


 حاجات متزايدة

 تواصل "اقتصاد" مع "محمد رعدون"، رئيس مجلس مؤسسة تمكين للتنمية والاعمار في محافظة إدلب، التي تعمل على تأمين النازحين في المحافظة.

 وشرح "رعدون" لـ "اقتصاد" المعاناة الكبيرة بقوله: "استقبلت المحافظة من ريف دمشق 6000 نازح من (المعضمية وقدسيا والهامة وخان الشيح ورنكوس والتل)، وهم موزعون على كامل الشمال المحرر، من بلدات وقرى ومخيمات، بالإضافة إلى عشرات آلاف النازحين من قرى ريف حماة الشمالي، نتيجة المعارك الدائرة والقصف العنيف من قبل قوات نظام الأسد هناك، من قرى (صوران وحلفايا وطيبة الإمام ومورك وكفر زيتا وكفرنبودة وقرى ومزارع الريف)، بالإضافة إلى عشرات الآلاف التي يتوقع وصولها من حلب خلال الأيام القادمة".

 وأضاف: "نحتاج إلى مخيمات تستوعب بضعة آلاف من الخيم مع تجهيزاتها، من المدافئ والحرامات وفرشات الإسفنج وخزانات المياه وأواني المطبخ ومواقد وجرار الغاز وكميات كبيرة من الألبسة".

 واسترسل بقوله: "تأمين النازحين يتطلب كميات كبيرة جداً من سلل الأغذية والسلل الصحية، التي توزع دورياً، وعدد من المستوصفات والمشافي الميدانية والصيدليات، وكميات كبيرة من الأدوية، وخصوصاً الأدوية النوعية كأدوية الربو والسكر والضغط، مع كوادر كبيرة ومختصة من الأطباء والمسعفين والممرضين".

 وتابع: "نحتاج إلى آليات لنقل النازحين، وصبات بيتونية في أرض الخيم، وتسوية أماكن المخيمات وفرشها بالإسفلت أو أية مادة عازلة، وخصوصاً أن كل الأماكن والطرق طينية وموحلة مما يصعّب علينا تقديم الخدمات".

 وتوجه "رعدون" بنداء إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الداعمة وأصدقاء سوريا والتجار السوريين، بأن يبادروا فوراً إلى القيام بواجهاتهم، التي تُوجبها عليهم القوانين الدولية، والقيام بما تمليه عليهم القيم الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب السوري الذي يتعرض للإبادة.


انتشار كبير للمخيمات وجرائم حرب

 ينتشر عدد كبير من المخيمات في المناطق الحدودية مع تركيا، تمتد من ريف اللاذقية وريف جسر الشغور وصولاً إلى معبر باب الهوى على الحدود التركية.

 يقطن في المخيمات أكثر من مئة ألف نازح، بالإضافة إلى آلاف العائلات التي تسكن في بيوت طينية غير صالحة للسكن.

 وفي السياق ذاته، وجّه عدد من المواطنين الواصلين حديثاً إلى المحافظة، من بادية تدمر وريف حماة الشرقي (ناحية عقيربات التي تعرضت لضربة بالمواد السامة الكيميائية من قبل طائرات الأسد)، نداء إلى المجتمع الدولي عبر موقع "اقتصاد" بوضع حل للنزوح الذي يعانون منه، بفرض حظر للطيران الذي يستهدف المدنيين فوق الأراضي السورية، بشكل متعمد، بقصد التطهير على أسس دينية، وهو يعتبر من جرائم الحرب وفقاً للقوانين الدولية.

 كما طالبوا بإحالة الطيارين الذين ينفذون الغارات وقادة المطارات وقيادة القوى الجوية وبشار الأسد إلى محاكم جرائم الحرب الدولية.


 وتعاني المحافظة من القصف الجوي الدائم الذي تقوم به الطائرات الروسية والسورية على كل الأماكن.

هذا وقد تعرضت معظم المشافي في المحافظة إلى القصف المتكرر وخرج أغلبها عن الخدمة. كما وتعرضت كل مراكز الدفاع المدني وآلياتها إلى التدمير مما سبب عجزاً في الإخلاء والإسعاف.

ويطالب النازحون يوضع المخيمات والأماكن التي يقطنها النازحون تحت الحماية الدولية لمنع استهدافها.

ترك تعليق

التعليق