تجنباً لقصف الأسواق من جانب النظام.. غرف تجارة الكترونية تزدهر في ريف حمص الشمالي
- بواسطة عبد الكريم أيوب - خاص - اقتصاد --
- 14 كانون الأول 2016 --
- 0 تعليقات
ما إن تفتح صفحتك الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حتى يأتيك اقتراح لمجموعات البيع والشراء بالقرب منك.
انتشرت التجارة الإلكترونية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مستفيدة من اعتماد الكثير من الناس على الإنترنت كوسيلة رئيسية للتواصل.
بدأت هذه التجارة منذ التسعينات من القرن الماضي، وتعرف أكاديمياً بعملية البيع والشراء، أو تبادل المنتجات والمعلومات باستخدام شبكة الانترنت.
يوجد مواقع مختصة عالمياً بهكذا تجارة أهمها أمازون وEBay.
في سوريا، وخاصة في مناطق سيطرة المعارضة، ظهرت هذه التجارة بشكل أبسط معتمدة على ما توفره الظروف، فاقتصرت على مجموعات عبر "فيس بوك"، وغرف المحادثة الجماعية على برنامج المحادثة "واتس أب" كثير الانتشار.
تعتبر غرف التجارة في "وتس أب" الأكثر انتشاراً في ظل الحصار نظرة لسهولة الاستخدام، واستهداف النظام للتجمعات، خاصة بعد تعرض الأسواق الرئيسية للقصف وخروجها عن الخدمة لعدة مرات.
بداية الأمر
عبد المطلب، صاحب محل للأدوات المستعملة، ومشرف غرفة تجارة عامة على "واتس أب" قال لـ"اقتصاد": "جاءت فكرة الغرفة لتقريب المسافات بين مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، مجموعة من التجار اجتمعنا وأنشأنا الغرفة، وصل عدد أعضائها لأكثر من 230 شخص، باستطاعتك من خلالها شراء أي منتج، سواء أكان جديداً أو مستعملاً، كل ما عليك هو الالتزام بقوانين الغرفة، التي تتلخص بالجدية في البيع والشراء، والابتعاد عن كل ما لا يتعلق بالتجارة، أكثر من مئة عملية بيع وشراء تتم عن طريق الغرفة يومياً".
ما تستطيع بيعه وشرائه
عن طريق الغرف التجارية بالإضافة لإشرافه على غرفة تجارة، عبد المطلب عضو في أكثر من 10 غرف تجارية متفاوتة في الاختصاص، كبائع يعرض بضاعته، سواء بإرسال صورة لها، أو شرح مضمونها كتابياً، ويطلب ممن يرغب بالشراء التحدث معه عبر رقمه الخاص.
وكمشتري، الأمر بسيط، بعد أن تتم إضافتك للغرفة من خلال أحد معارفك، تستطيع طلب أي منتج، لتنهال بعدها على رقمك الخاص العروض من البائعين، لتجد المنتج الأفضل بالسعر الذي يناسبك.
وبالإضافة للبيع والشراء، هناك غرف تختص بتصريف العملة، وغرف أخرى تعمل كدليل لأهم المحال التجارية على الامتداد الجغرافي للريف.
غرف تخصصية
وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك تخصص لكل غرفة تجارة، منها ما يختص بالموبايلات ومنها درجات نارية وأخرى عامة.
ممدوح أيوب صاحب إحدى محلات الهواتف ومشرف في غرفة قال لـ"اقتصاد": "أنا كتاجر موبايلات أنشأت الغرفة وأضفت عليها من يمتلكون محال لبيع الموبايلات وكل واحد منا أضاف أصدقائه وهم بدورهم أضافوا أصدقائهم فأصبح لدينا شبكة من الزبائن من كل ريف حمص الشمالي مما سهل وضاعف عمليات البيع والشراء بشكل كبير".
ورغم قيام النظام بقطع شبكة الانترنت منذ أكثر من أربع سنوات كوسيلة متممة للحصار، إلا أن انتشار أجهزة الأنترنت الفضائي، ووصول الخطوط التركية عالية السرعة إلى ريف حمص الشمالي، أدى إلى انتشار التجارة الالكترونية ورواجها بشكل كبير.
وتغطي شبكات الأنترنت معظم الأحياء المأهولة في ريف حمص الشمالي، ساهم في ذلك انتشار الأجهزة الذكية، وتقدم تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي وتعددها، لتزدهر معها التجارة عبر هذه التطبيقات البسيطة.
التعليق