دعموا "الليرة التركية"، فأثاروا الجدل.. أين دور رجال الأعمال السوريين من مأساة أبناء جلدتهم؟


 أثارت مشاركة جمعية رجال الأعمال السوريين، في حملة دعم الليرة التركية، التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الكثير من التساؤلات حول حقيقة الدور "الإنساني" الذي يقوم به هؤلاء تجاه مأساة اللاجئين السوريين، الذين يعيشون أوضاعاً اقصادية "متردية" في تركيا.

وبهذا الصدد، لم يتوانَ نشطاء عن اتهام رجال الأعمال السوريين بمحاباة الجانب التركي.

 وفي هذا الإطار، شن الصحافي السوري، فراس الديب، هجوماً لاذعاً على دور رجال الأعمال السوريين المرتبط عضوياً بالسلطة، قائلاً: "هم دائماً ما يبحثون في سبل تقربهم من السلطة، لتقاطع مصالحهم معها، دون النظر لصعوبة الوضع الاجتماعي المحيط بهم".

 وأضاف الديب في حديثه مع "اقتصاد"، "تتعدى نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر في مدينة غازي عينتاب الـ70%، ولم نشاهد دعماً من رجال الأعمال لهؤلاء الذين يتعرضون للاستغلال نتيجة ظروفهم الاقتصادية السيئة".

 واستطرد: "لكن بالمقابل ولغرض سياسي شاهدناهم يحولون مليون دولار إلى الليرة التركية في غضون ثلاثة أيام فقط، علماً بأن الخسائر الناجمة عن العملية هذه تقدر بحوالي 59 ألف دولار أمريكي".

 واستذكر الديب دور رجال الأعمال منذ بداية الثورة السورية، واصفاً إياه بـ"التعاطي السلبي"، ورأى في هذا الخصوص أن السواد الأعظم من رجال الأعمال السوريين لم يتعاطوا بإيجايبة مع الدور المنوط بهم في الثورة السورية.

وقال: "على سبيل المثال لقد طلبنا من بعضهم قبل أيام مبلغاً مادياً لدعم عمل عسكري على قدر من الأهمية في حلب، لكنهم رفضوا دعم العمل بحجة ضيق ذات اليد، وبعضهم طلب التواصل مع الجهة الداخلية لتمويل العمل، لكن عند وصلهم مع تلك الجهة لم يقوموا بالتواصل معها مطلقاً".

 ورفض الديب الخوض في حيثيات العمل العسكري، حفاظاً على سرية العمل العسكري الذي لا زال قائماً، كما قال.

وفي اتصال هاتفي أجراه "اقتصاد" مع رئيس منظّمة رجال وروّاد الأعمال السوريين في تركيا، "خالد بابلي"، قال رداً على ما سبق، "لم يتصل بنا أحد ولم يطرح علينا مثل هذا الأمر".

 وأضاف: "في حال طرح علينا هذا نقول له أن المنظّمة هي منظّمة مجتمع مدني وفق الترخيص الممنوح لها، مثلها مثل أي منظّمة سوريّة أخرى تعمل على الأراضي التركيّة تعمل في الجانب المدني لتنظيم العمل الاقتصادي للسوريين، وليس لها أي دور سياسي أو عسكري".

 وأكّد بابلي لـ"اقتصاد"، أن المنظّمة قامت بعدة مبادرات اجتماعية تخصّ اللاجئين السوريين في تركيا، مثل دعم الجانب التعليمي، وتمويل المنح الدراسية للطلاب السوريين، والمساهمة في حملات للحد من التسرب المدرسي، وتأهيل وتدريب أصحاب المهن، وتأمين فرص عمل لهم عند أعضاء المنظّمة وفق الحاجة،ورعاية رواد وشباب أعمال سوريين لتأمين فرص العمل لهم والدفاع عن حقوقهم.

 أما عن الرسائل التي كانت تريد المنظّمة توصيلها من خلال مشاركتها في حملة دعم الليرة التركية، أوضح بابلي: "لقد أردنا أن نعلن عن تضامننا مع الجانب التركي اقتصادياً، حتى نقدم لهم الصورة الجيدة والحقيقية للسوريين، وأردنا أن نعبر عن وقوفنا الأخوي معهم كما وقفوا معنا".

كان "خالد بابلي" قد ترأس الوفد السوري الذي التقى برئيسة بلدية غازي عينتاب، فاطمة شاهين، قبل أيام، في إطار حملة دعم الليرة التركية.

 من جانب آخر، اعتبر بابلي أن دعم الاقتصاد التركي، هو دعم لاقتصاد السوريين في تركيا أيضاً، وأوضح أن الاستثمارات السورية تعاني من ركود اقتصادي شأنها شأن الاستثمارات التركية أيضاً.

ترك تعليق

التعليق