بالفيديو.. تعرّف على مهنة تكرير البترول بالطريقة اليدوية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام



كانت حراقات الفيول تصدر سحباً سوداء اللون من الدخان الكريه الرائحة بينما تتقطر مادة الكاز ذات اللون الشفاف والناصع من الطرف الآخر للحراقة.

بعيداً عن العمران أسس "أبو  عادل" ورشة لتكرير النفط الخام "الفيول"، وتُعتبر هذه المهنة الشاقة والخطيرة مصدراً رئيسياً لدخله المادي.

اختلطت لقمة الخبز التي يأكلها "أبو عادل" باللون الأسود للبترول الذي بات قدراً مكتوباً على الرجل أن يعيشه بين حرارة الحراقات في النهار، ورائحة البترول وسخمه الأسود الذي لا يزول إلا بصعوبة بالغة في الليل.

يقول "أبو عادل": "نحن نستخدم طريقة بدائية في تكرير النفط، نحصل على الفيول من المنطقة الشرقية عبر صهاريج كبيرة ثم نفرغه في الحراقة ونوقد تحته ناراً ذات حرارة عالية، يمر البخار الناتج عن الفيول عبر أنابيب مبردة بحوض ماء لتخرج في نهاية الأنابيب مادة سائلة".


عبر هذه الطريقة يتمكن العاملون على الحراقات المنتشرة بكثرة في معظم المنطقة الشرقية والشمالية لسوريا من استخراج أنواع عديدة من المحروقات التي تدخل في جوانب مهمة من حياة الناس في هذه المناطق.

يتابع "أبو عادل"  حديثه: "أول مادة تخرج من هذه العملية هي البنزين ثم يخرج الكاز وبعده المازوت".

على مسافة قريبة من الورشة ظهرت أحجار سوداء اللون؛ يحركها "أبو عادل" ويقول: "إنها فحم حجري وهي آخر مادة نتمكن من استخراجها".

يستخرج هذا الفحم بعد انخفاض درجة الفيول ويترك حتى يجف ويستخدم في التدفئة بعد إعادة حرقه في المدافئ المنزلية ومداجن الدجاج.


يتحدث "أبو عادل" حول صعوبات المهنة ويقول: "إنها مهنة خطرة بسبب الحرارة الناتجة عن حرق الفيول.. أحياناً يشتد الضغط في الخزانات المحكمة الإغلاق فتنفجر وتخلف إصابات بالغة.. في أحد الأيام وقع مثل هذا الحادث فأصابت الحمم النارية الخارجة من خزان الفيول أحد العمال".

للحظة واحدة، يصمت "أبو عادل"، ثم يتابع: "بصعوبة بالغة استطعنا إطفاء الرجل، لقد أصيب بتشوهات كبيرة".

ترك تعليق

التعليق