مخيم أورفة 1.. مأساة حقيقية


 يعيش في "مخيم أورفة 1 تل حمود" القريب من رأس العين السورية، والقائم داخل الأراضي التركية، حوالي 30 ألف نازح سوري من محافظات اللاذقية وإدلب وحلب.

يعيش هؤلاء النازحين في أوضاع صعبة للغاية مع غياب أية رقابة محلية أو دولية على المخيم. ويعانون استغلالاً كبيراً من قبل المنظمات وإدارة المخيم، الذين تحوم شبهات فساد كبيرة حولهم.

وبنت السلطات التركية مخيم أورفة 1 مع بداية النزوح من الأراضي السورية باتجاه الأراضي التركية.


 إزالة الخيم في الوقت الخاطئ

يتكون المخيم من خيم قماشية لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء. استطاع اللاجئون تكييف أنفسهم مع الوضع، فأضافوا تحسينات على خيمهم بتقويتها بواسطة أسياخ حديدية وطبقات من النايلون والقماش والخشب، وضعوها فوقها ليصبح عزلها أفضل للحرارة والبرد.

 وفي صباح يوم السبت في 10 / 12 / 2016 بدأت إدارة المخيم بإزالة الخيم التي تعب عليها اللاجئون، وحسنوا من مواصفاتها لتصبح أكثر ملائمة للحياة.

إدارة المخيم لم تبرر فعلها هذا، إلا أنها تريد نقل الخيم إلى مكان آخر ضمن المنطقة نفسها، وقد وزعت خيماً صغيرةً جداً بالمقارنة مع الخيم الأولى.

 "تعبنا كثيراً خلال هذه السنوات وتكيفنا مع وضع الخيم، أضفنا إليها أسياخاً حديدية وقويناها بالتراب وما توفر لنا من وسائل، أصبحت أكثر عزلاً ومتانة. والآن وفي هذا البرد القارص يريدون نقلنا إلى خيم أخرى أصغر، وغير معزولة وبطبقة واحدة، سنتعرض للموت برداً. وقد بدأوا بهدم الخيم بالجرافات"، هذا ما نقله "أبو محمد الحفاوي" من سكان المخيم لـ "اقتصاد".

 وأضاف إنهم يقطعون الكهرباء من الساعة الثالثة عصراً حتى الخامسة مساءً برغم البرد الشديد، ويقول لـ "اقتصاد": "ليس لدينا وسائل تدفئة سوى المكيفات الزيتية الكهربائية التي أصبحت مهترئة ولا يتم تبديلها إلا لمن لديه واسطة أو علاقة مع الإدارة".

 انتشرت في وسط المخيم العديد من البسطات التي أصبحت متاجر صغيرة، تؤمن بعض السلع للساكنين وبأسعار مقبولة مقارنة مع المتجر الكبير (المول) والوحيد، والذي يحدد الأسعار بدون رقابة وعلى مزاجه نظراً لعدم وجود غيره.


 احتكار المول وأسعار مرتفعة

مصطفى سراقب، صاحب أحد البسطات، تحدث لـ "اقتصاد"، ونقل صورة ما حصل من قطع للكهرباء عن البسطات والكولبات الموجودة، ومنع العاملين فيها من البيع تحت تهديد مصادرة بضائعهم.

وأضاف مصطفى قائلاً لـ "اقتصاد": "نحن نؤمن دخلاً لأسرنا بتجارتنا ببعض المواد الاستهلاكية البسيطة، وبأسعار زهيدة مقارنة مع سعر المول ويوجد إقبال كبير من اللاجئين للتعامل معنا".

 وتابع قوله: "أعتقد أن هناك اتفاق بين إدارة المخيم ومتعهد المول لمنعنا من البيع والشراء، لأن ذلك يكشف حقيقة الأسعار المرتفعة للمول الذي يستغلنا جميعاً.

وذكر أمثلة عن الأسعار بالمول: "سعر كيلو البطاطا يبلغ ليرة ونصف تركي، بينما بالخارج سعره نصف ليرة، وكيلوا البصل ليرة ونصف بينما سعره خارجاً 75 قرشاً تركياً، وسعر البندورة 3 ليرات تركية، وسعر علبة الطحينة 11،5 ليرة بينما في الخارج 7،5 ليرة، وكذلك بالنسبة إلى بقية المواد التي نحتاجها".


 غياب الرقابة

تغيب الرقابة بشكل كامل عن المخيم، يشتكي اللاجئون من نقص في المستلزمات الحياتية، وتأخير في توزيع المعونات التي تصل مع فقدان قسم كبير منها يتم تهريبه إلى خارج المخيم بواسطة شاحنات تدخل ليلاً.

 وقد نقل بعض المقيمين بالمخيم (طلبوا عدم ذكر أسمائهم) لـ "اقتصاد"، أنهم شاهدوا شاحنات تدخل المخيم ليلاً بعد أن قطعت الكهرباء، وتوجهت إلى المستودعات حيث تم تحميلها بكراتين إغاثية ومعونات مخصصة للاجئين من قبل بعض المشرفين وبهدوء تام، وخرجت الشاحنات المحملة وبعدها تم إعادة الكهرباء.

 وأضافوا: "تم إيصال شكوى للمسؤول عن المخيم، وتغاضى عن الأمر بل زادت الرقابة على تحرك الناس ليلاً، ومنع اللاجئين من الاقتراب من منطقة المستودعات".

 مناشدات اللاجئين في المخيم

 يناشد سكان المخيم السلطات التركية بتحسين أوضاعهم، والسماح لهم بالعمل والتجارة داخل المخيم، الذي أصبح مدينة صغيرة. كما يطالبون بكسر احتكار المول.

وطالبوا كذلك بمنع قطع الكهرباء في هذه الأجواء الباردة، وإبقائهم في خيمهم الحالية إلى حين تأمين كولبات أكثر حماية من العوامل الجوية وأكثر اتساعاً.

ترك تعليق

التعليق