شاب سوري.. من موظف في جامعة حلب إلى عامل في منشرة للحجارة في مدينة "مرسين" التركية


 بالرغم من كل الظروف التي يعاني منها في العمل بمنشرة للحجارة، إلا أنّ الموظف والشاب الجامعي بالأمس، "عبدو أبو محمد"، الذي أصبح اليوم عاملاً في "منشرة حجر" بمدينة مرسين التركية، يحمد ربّه على نعمة الحياة في الحرية، والانعتاق من قيد العبودية لدى النظام في حلب.

 "عبدو أبو محمد"، شاب في الثلاثين من العمر، كان يعمل إلى ما قبل شهر الـ11 من عام 2014 موظفاً في جامعة حلب، وطالباً في السنة الأخيرة، من كلية الحقوق فيها، لكن تهديدات النظام وعملائه أجبراه على النزوح من مدينته الأم، إلى مدينة "مرسين" التركية، ليعمل بعد أشهر من العطالة، والبطالة، في "منشرة للحجر"، وبراتب لا يتجاوز 900 ليرة تركية، بظروف عملٍ، أقل ما توصف بـ"القاسية".


يتحدث "أبو محمد" باسمه الترميزي؛ خوفاً من ملاحقة أقاربه في مناطق النظام لـ"اقتصاد" عن الأسباب التي دفعته للخروج من مدينته حلب، وترك وظيفته في جامعتها، قائلاً: "الخوف من خدمة الاحتياط، والظروف المادية الصعبة في المدينة، حيث أن راتبي، لم يكن يتجاوز الـ20 ألف ليرة سورية، فيما أجار منزلي 15 ألف، فضلاً عن اعتقال أخي لمدة شهرين من قبل الأجهزة الأمنية، وبالرغم من كل ما تقدم إلا أنّ السبب الأهم للمغادرة، هو طلب مسؤولو فرع حزب البعث في الجامعة، مني ومن زملائي الموظفين في الكليات، بتعقب الطلبة، وأساتذة الجامعة في الكليات، للتجسس عليهم".

 ويشير "عبدو" إلى أنّ الظروف التي دفعته للعمل في منشرة للحجارة، تكمن في العطالة عن العمل لمدة 4 أشهر من وصوله إلى مدينة مرسين التركية، و"كذلك عدم وجود مهنة لديّ، كوني أعمل موظفاً في جامعة حلب، منذ ما يزيد عن 10 سنوات، فضلاً عن كون المنشرة لأشخاص سوريين، وبالتالي ليس شرطاً للعمل فيها إتقان اللغة التركية".

 ويُعاني الشاب "عبدو" من عدد من الصعوبات في عمله الجديد، الذي مرّ عامان ونيف على بقائه فيه، والتي من أهمها التعب، والإرهاق، بالإضافة إلى قلة الأجر الذي يتقاضاه، إذ لا يتعدى راتبه الشهري الذي يتقاضاه الـ900 ليرة تركية في الوقت الحالي، فيما كان في وقت سابق لا يتجاوز الـ 700 ليرة تركية.

 ويتعرض الشاب الجامعي "عبدو أبو محمد" إلى التهديد المباشر من قبل أصحاب العمل، بالفصل من العمل، وتعيين البديل في أقرب وقت، كون المدينة تعجُ بالشباب السوري العاطل عن العمل.


 وبحسب "عبدو" لم يكن خيار "المنشرة" الخيار المبدئي بالنسبة له، لكن انسداد أبواب الأعمال الإدارية التي مارسها من قبل بوجهه، دفعه للعمل فيها، بعد تقدمه للعمل في الشركات والمنظمات السورية في المدينة التركية، بطلبات توظيف، لكن دون جدوى.

ويتخوّف الشاب "عبدو أبو محمد" من مستقبل مجهول، خاصة وأنه يراقب ما يجري من أحداث في مدينة حلب، مشيراً إلى أنّه كلما سيطرت "قوات النظام" على بقعة في حلب، كلما شعر أن حجم أحلامه وطموحاته بدأ يتقلّص، آملاً في زوال النظام في المستقبل القريب، والعودة إلى مدينة حلب.

ترك تعليق

التعليق