خربة الجوز.. عراقيون يكررون مأساة سوريين، وعالم "التهريب" إلى تركيا ينتعش


 باتت رحلة العبور غير الشرعي من الأراضي السورية إلى الأراضي التركية، هذه الأيام، تسمى لدى الكثير من العابرين، رحلة من الموت إلى الموت، أو إلى مصير مجهول قد ينتهي إما بالقتل على يد حرس الحدود التركي أو على يد عصابات السلب أو بالاعتقال والتعرض للضرب وللذل في حال الفشل في العبور أو للسلب من قبل قطاع الطرق الذين اتخذوا من الأحراش الجبلية على طريق العبور موطناً لهم يترصدون من خلاله ضحاياهم من العابرين، على حد وصف "أبو طه"، الذي سمع تلك الكلمات من أحد العابرين عند منطقة خربة الجوز بين ريفي اللاذقية وريف جسر الشغور الغربي.

 وعلى الرغم من كل ما ذكر من مخاطر قد يتعرض لها العابرون، فمازال الكثير منهم يتوافدون إلى نقطة الكراج في خربة الجوز على أمل العبور الى الجانب التركي.

 وبحسب "أبو طه" الذي يسكن منطقة خربة الجوز، فإنه يأتي يومياً حوالي 500 شخص بغرض العبور إلى تركيا.


 واستطرد "أبو طه" يقول لـ "اقتصاد": "لقد أضحت منقطة خربة الجوز اليوم من أشهر نقاط العبور غير الشرعي إلى تركيا، وذلك لقصر المسافة بينها وبين القرى التركية المقابلة لها، كما أصبحت مؤخراً وجهة الكثير من العائلات العراقية الذين هربوا من الموصل بسبب المعارك الدائرة هناك، إذ يصل يومياً حوالي خمس عوائل عراقية إلى منطقة خربة الجوز التي ينشط بها المهربون وتجار العبور غير الشرعي، الذين وجدوا في العراقيين القادمين فرائس من السهل اصطيادها والاحتيال عليها وسلبها ما تدخره لمواجهة المجهول من الحياة".

 وهو ما أكده لـ "اقتصاد"، الناشط الإعلامي، عمار إبراهيم، عن تعرض عدد من العراقيين للخداع والنصب من قبل المهربين.


 وأفاد عمار إبراهيم، أن المهربين لا يكتفون باستغلال حاجة العراقيين للعبور والحصول منهم على مبالغ مالية وصلت الى أكثر من 1000 دولار للشخص، وإنما يقومون بخداعهم والاحتيال عليهم من خلال التوجه بهم ليلاً إلى مناطق داخل الأراضي السورية وإيهامهم أنها "هاتاي" في تركيا، كما حصل قبل أيام مع إحدى العائلات العراقية التي وجدت نفسها في الصباح في قرية عين البيضا الحدودية.

 كما يتعرض العديد منهم إلى حالات سلب لأغراضه وحقائبه قبل العبور بحجة أنها تعيق عملية العبور ويطلب منهم رميها في الأحراش، ليبادر بعدها فتيان يتبعون لهؤلاء المهربين إلى جمعها وأخذها.


 وفي سياق متصل، قال "أبو طه" إن هناك فصائل عسكرية معروفة للجميع في المنطقة تستفيد من عمليات تهريب العابرين إلى تركيا، ولا تريد لتلك العمليات التي باتت تشكل مصدراً مالياً لها، أن تتوقف.

 وبحسب "أبو طه"، فإن المهربين يدفعون لتلك الفصائل ضريبة أو أتاوة كما سماها تقدر بـ 25 دولاراً عن كل شخص عابر، مقابل السماح لهم بالاستمرار بتهريب العابرين بدلاً من القضاء على تلك العمليات، أو الحد منها، بعد أن سببت بإزهاق حياة الكثير من السوريين.


 وحول تاريخ عمليات التهريب، قال الناشط إبراهيم، إن عمليات تهريب الأشخاص عبر منطقة خربة الجوز قديمة لكنها لم تكن بهذا النشاط قبل إغلاق تركيا لمعابرها مع سوريا بشكل نهائي، إلى جانب تصاعد وتيرة العمليات العسكرية بين المقاومة والنظام التي أدت لنزوح الكثيرين من مختلف المناطق السورية.

 وتتم عمليات التهريب إلى تركيا من خلال مهربين يتقاضون مبالغ تتراوح ما بين 300 إلى 400 دولار للشخص الواحد وقد تزداد في حال عدم معرفة العابرين بالأسعار واضطرارهم للعبور كحال العراقيين القادمين من العراق.

ترك تعليق

التعليق