في قرار أثار الاستغراب.. المركزي يدعو لأول جلسة تدخل في عهد درغام


دعا مصرف سوريا المركزي، اليوم الاثنين، إلى جلسة تدخل تحضرها مؤسسات الصرافة المُرخصة.

وهذه هي أول جلسة تدخل للمركزي منذ أكثر من خمسة شهور. وهي أول جلسة تدخل للمركزي في عهد دريد درغام، حاكم مصرف سوريا المركزي الذي خلف أديب ميالة.

وكانت سياسة عقد جلسات تدخل في سوق الصرف، بالتعاون مع مؤسسات وشركات الصرافة، استراتيجية ثابتة في عهد أديب ميالة. لكن دريد درغام أبطل تلك الاستراتيجية، وعزل مؤسسات الصرافة عن عمليات التدخل في السوق، ومنح البنوك دوراً أكبر في عملية بيع "دولار المستوردات"، للمستوردين. وتوقفت في عهد درغام استراتيجية جلسات التدخل.

وشهد الدولار منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصف استقراراً غير مسبوق منذ أكثر من خمس سنوات.

لذلك، أثارت دعوة المركزي لعقد جلسة تدخل، ودعوة مؤسسات الصرافة تحديداً، للحضور، استغراب المراقبين والمتابعين لأسواق الصرف. فالدولار مستقر، وهو يتحرك في هامش لا يتجاوز الـ 20 ليرة، منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصف، فما مبرر جلسة التدخل الآن؟

في إحدى التحليلات المحتملة، أن المركزي ربما سيعاود سياسة المتاجرة بالدولار، عبر شركات ومؤسسات الصرافة، والتي تسببت بخضات كبيرة لأسعار الصرف خلال سنوات الأزمة، وهدرت الاحتياطي الأجنبي لدى المركزي، لكنها تسببت في إثراء الكثير من المتنفذين المقربين من النظام، حسب مراقبين.

وبعد فترة من استقرار سعر صرف الدولار، الذي كاد أن يُطيح بالحد الأدنى من القدرة على التجارة والمعيشة للسوريين في ربيع العام الجاري، يبدو أن المركزي يتعرض لضغوط من ذات المتنفذين المقربين من النظام، الذين يريدون إعادة إحياء تجارة أدرت عليهم ملايين الدولارات من الأرباح، على حساب خزينة المركزي، وعلى حساب قيمة الليرة السورية.

لكن، في تحليل آخر محتمل، قد يكون لدى المركزي تصور أولي حول قدرته على خفض قيمة الدولار بصورة نوعية عن السعر الراهن، بتأثير من تحسن الظروف الأمنية والسياسية والعسكرية، لصالح النظام.

قراءة يراهن عليها موالون للنظام في تعليقاتهم الأولية بخصوص الدعوة لجلسة التدخل هذه، والتي جاءت مفاجئة لهم أيضاً.

ربما خلال ساعات ستتضح الغاية من جلسة التدخل تلك، وتتم الإجابة على التساؤل التالي: هل تعرض المركزي لضغوط كي يعود إلى سياسة المتاجرة بالدولار، تحت ضغط المتنفذين المقربين من نظام الأسد، بما يعنيه ذلك من تدهور مرتقب جديد في سعر الليرة؟

لننتظر، ونرى..

ترك تعليق

التعليق