في عينتاب.. لعنة الطابور تلاحق السوريين في الحصول على "تثبيت لعنوان السكن"


 غصّت دائرتا "النفوس" في مدينة "غازي عينتاب" بالجنوب التركي، بآلاف السوريين الراغبين بالحصول على ورقة "عنوان المنزل"؛ من أجل التسجيل على منحة الاتحاد الأوروبي، عبر مراكز الهلال الأحمر التركي، والمقدّرة بــ"100" ليرة تركية للشخص الواحد.

الازدحام الكبير على دائرتي "النفوس" في المدينة في منطقتي "غازي مختار باشا" و"جمهوريات"، استدعى تواجد مكثّف للشرطة التركية، فضلاً عن نصب حواجز معدنية؛ لمنع التدفق الكبير للسوريين في المدينة على صالة المواطنين في الدائرة، في وقت تحدث فيه عدد من السوريين من أمام الدائرة في منطقة "جمهوريات" لـ "اقتصاد" عن استخدام الشرطة التركية للغازات المسيلة للدموع، من أجل فك الازدحام.


ولعلّ حاجة عدد كبير من اللاجئين السوريين في المدينة، دفعت بهم للالتحاق بـ"الزحام" من أجل الحصول على ورقة لتثبت "عنوان المنزل"، كي يستطيعوا التقديم على مراكز المساعدة الأوروبية، وكذلك من أجل الحصول على مادة "الفحم" من البلدية.

السيدة "أم عصام"، وهي أم لثلاثة أطفال أيتام، تقول لـ"اقتصاد": "لقد انتظرت كثيراً، كي أحصل على مساعدة حكومية، تغنيني ذل سؤال المارة في هذه المدينة التي أجهل لغتها، لذلك جئت من فجر اليوم، من أجل استكمال الأوراق المطلوبة للحصول على المساعدة، من مراكز الهلال الأحمر التركي في المدينة".

 وتشتكي "أم عصام" من سوء التنظيم، وسوء تصرفات عدد من السوريين للتغلب على الازدحام، بالإضافة لردات فعل الشرطة التركية "غير الجيدة" في بعض الأحيان.


 بدوره، يقول "أبو رياض" لـ"اقتصاد": "من الطبيعي أن تسوء معاملة الموظفين في الدائرة تجاه السوريين، كون العدد بالآلاف، والمركز غير قادر على استيعاب سوى العشرات"، مشيراً إلى أنّ مجيئه إلى هنا، يتعلّق بالحصول على "عنوان منزلي"؛ من أجل الحصول على دعم الهلال الأحمر التركي، يستعين به على قضاء حاجاته الضرورية.

ويعزو الصحفي "عبو حسو" المختص بشأن النازحين السوريين في تركيا خلال حديثه لـ"اقتصاد" سبب الازدحام إلى أن "المسجلين على بطاقة الهلال الأحمر، اشترطوا التسجيل بالنفوس، ما يعني أنّه يجب تسجيل السوريين في النفوس، واجب للقبول في الهلال الأحمر التركي".

 ويرى "حسو" أنّ ما يحل الازدحام على دائرتي النفوس، هو القبول بسند الإقامة الصادرة من مخاتير الأحياء، أو إعطائهم صلاحية ادخال العناوين لنظام النفوس، طالما لديهم ميزة الولوج لنظام النفوس؛ لاستخراج البيانات، لذا يجب إعطائهم صلاحيات الادخال أيضاً.


 من جهته، يردُّ موظف في دائرة النفوس التركية خلال حديثه لـ"اقتصاد" على تذّمر السوريين من الازدحام، بالقول: "بالفعل لقد فوجئنا بالأعداد الكبيرة القادمة إلى الدائرة صبيحة يوم الاثنين الماضي، الناس افترشت الممرات، وأيضاً الصالة، لم يكن أمامنا أي فرصة لعمل شيء، في ظل الازدحام الكبير، سوى تقديم الخدمة لـ500 سوري، فيما يبقى الآخرون قيد الانتظار".

 وبدأ الهلال الأحمر التركي استقبال طلبات السوريين الراغبين بالاستفادة من "منحة الاتحاد الأوروبي" المتضمنة الحصول على "100" ليرة تركية لكل فرد من العائلة شهرياً، عبر مراكز معتمدة للهلال في المدينة، مشترطةً الحصول على "تثبيت عنوان" في دائرة النفوس، كشرط للتسجيل في الهلال.

ترك تعليق

التعليق