في مخيمات أطمة قرب الحدود التركية.. نكبة عراقية تُضاف إلى نظيرتها السورية


 يشتكي القائمون على مخيم "العمر" الواقع في تجمع مخيمات "أطمة" من انعدام أدنى المقومات؛ من أجل مساعدة اللاجئين العراقيين الواصلين إلى المخيم والبالغ عددهم 150 شخصاً، إثر هروبهم من الصراع الدائر في مدينة صلاح الدين، بين تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة، والقوات العراقية وحلفائها من المليشيات الشيعية، وقوات التحالف الدولية.

 مرّت العوائل العراقية الـ 15، والمكوّنة من 150 شخصاً، بأخطار بالغة الصعوبة، حتى وصلت إلى أحد المخيمات الحدودية في بلدة "أطمة" في الشّمال السوري.

في هذا الصدد، يقول مدير مخيم العمر "حسام أبو رعد" لـ"اقتصاد" إنّ رحلة النازحين العراقيين من مدينة "صلاح الدين" إلى الشمال السوري، استغرقت 3 أشهر، ما بين "الموصل" في الشمال العراقي، ومن ثم "الرقة" شرق سوريا، ومن ثم إلى "إعزاز" ومن ثم إلى"سرمدا" إلى أن انتهى بهم المطاف إلى مخيم "أطمة" الحدودي.

 ويُشير "أبو رعد" إلى أنّ ظروفاً سيئة رافقت المهجرين العراقيين في الخروج من مناطق التنظيم في الرقة إلى المناطق الخاضعة لفصائل المعارضة في الشمال السوري، إذ تم تهريبهم بشاحنة تحمل "الحطب" حيث تم وضع الحطب فوقهم، لمدة تزيد عن 5 ساعات، ريثما تم تجاوز حواجز التنظيم.

 وبحسب مدير مخيم العمر فإنّ وصول العراقيين إلى مخيم "أطمة" أتى بحثاً عن منطقة آمنة، تقيهم من شرور الحرب، مشيراً إلى أنّ كافة السبل تقطعّت بهم في العراق، حيث لم يستطيعوا الوصول إلى "كردستان العراق"؛ بسبب حواجز الحشد الشعبي، وكذلك لم يُسمح لهم بالوصول إلى مدينة بغداد خوفاً أيضاً من الحشد الشعبي، إلى أنّ وصلت بهم السبل إلى مخيمات النزوح السوري في أطمة.

ويكشف مدير مخيم العمر في تجمع مخيمات "أطمة" عن نية 15 عائلة عراقية أيضاً الوصول إلى مخيمات "أطمة" بحثاً عن الأمان المفقود في مدنهم العراقية، وكذلك مناطق التنظيم في سوريا.

 ويلفت "العمر" إلى حاجة العوائل العراقية إلى خيام؛ كونه لا تتوفر لدى القائمين على المخيم أية خيام إضافية، لذلك تم وضعهم في مسجد المخيم، مع تأمين بعض المساعدات القليلة من "بطانيات"، و"فرش"، وبعض المعونات الغذائية.

 ويتحدث عدد من النازحين العراقيين الواصلين إلى مخيم "أطمة" عن ممارسات ممنهجة مارستها ميلشيات الحشد الشعبي؛ لقتل أي أمل للأهالي في البقاء في مدنهم وقراهم، بعد طرد التنظيم منها، إذ تتم ملاحقة الرجال وتصفيتهم، فيما تُسرق الأموال وتُنهب الممتلكات، بحجة الولاء للتنظيم.

 كما ينقل ناشطون عن عدد منهم في أنّ كلفة التهريب من الرقة إلى مدينة إعزاز بلغت 800 دولار أمريكي، عن الشخص الواحد.

 وتبقى الأيدي السورية ممدودة لأشقائها العرب حتى في أحلك الظروف، من أجل المساعدة، والإيواء، فإن كانت البيوت مدّمرة، تبقى خيام النزوح السوري جامعة لكل من يقصد الديار طالباً العون والمساعدة.

ترك تعليق

التعليق