القتل وفقدان السيطرة يدفع آلاف المدنيين للنزوح إلى جهات مختلفة في مدينة حلب


نزح الآلاف من الأحياء الشرقية من مدينة حلب، التي كانت ساحة للمواجهة العسكرية بين قوات النظام والميلشيات الموالية له من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى.. نزحوا إلى 3 اتجاهات، منهم من توجه نحو ما تبقى من الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، ومنهم من اختار التوجه نحو الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام غرب حلب، ومنهم من نزح إلى حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة مليشيا "وحدات حماية الشعب".

وقال مصدر في الهلال الأحمر السوري لـ"اقتصاد" إنّ أكثر من 9 آلاف شخص، نزحوا إلى الأحياء الخاضعة للنظام، حيث توجه عدد من الأشخاص إلى أقاربهم هناك، فيما تم نقل نحو 8 آلاف شخص إلى مساكن مؤقتة، وهنكارات في منطقة جبرين.

وقال مصدّر أهلي من حي "مساكن هنانو" لـ"اقتصاد" إنّ عدداً كبيراً من المدنيين فوجئوا بوجود قوات النظام في الحي يوم الأحد الماضي، وقد تم اقتياد المدنيين إلى المدينة الصناعية في الشيخ نجار.

وتناقل عدد من النشطاء أنباء عن قيام النظام باحتجاز عدد من العائلات في مدرسة بالقرب من جسر المشاة في حي "الصاخور"، وأحاديث أخرى عن اغتصاب للنساء في المدرسة، وهو الأمر الذي لم يتسنَّ لـ"اقتصاد" التحقق من صدقيته، في ظل صعوبة الاتصال مع الأهالي ضمن الأحياء التي سيطر عليها النظام مؤخراً.

وسيطرت مليشيا "وحدات الحماية" على عدد من الأحياء في المدينة بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها، ومن أبرزها أحياء: الحيدرية، بستان الباشا، بعيدين، السكن الشبابي؛ بينما أجبر عدد كبير من المدنيين في تلك الأحياء على النزوح إلى حي "الشيخ مقصود"، حيث وثّق نشطاء قيام تلك المليشيا بإعدام 3 شبان من أهالي حي "بعيدين" رمياً بالرصاص.

وقدّر عضو المجلس المحلي في مدينة حلب "مصعب الخلف" في حديث لـ"اقتصاد"، عدد العائلات النازحة إلى المناطق المحاذية لمساكن "هنانو" بنحو 1500 عائلة، مشيراً إلى أنّ القصف الشديد يشل الحركة اللازمة لتفقد النازحين.

وحذّر عدد من الأهالي في الأحياء الخاضعة لسلطة المعارضة من وقوع كارثة إنسانية في ظل فقدان المخزون الاحتياطي من مادة الطحين، والأدوية الطبية، ومعظم المواد الغذائية. حيث، أشار الناشط "أبو محمد" إلى أنّ حصة الشخص من رغيف الخبر انخفضت إلى نصف رغيف يومياً، بسبب تقنين المادة ومشارفتها على النفاد.

ويبقى المواطن الحلبي الضحية الأكبر في ظل الصراع الدائر في أحياء المدينة، فمن لم يمت بصواريخ النظام، مات جوعاً وبرداً، فيما ينتظر عدد غير قليل من النازحين إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، مصيراً مجهولاً.

ترك تعليق

التعليق