الفيول في المرفأ ينتظر تسديد ثمنه.. والنظام يلجأ للاحتياطي



تحول مرفأ بانياس إلى سوق للمساومة بين النظام والشركة الموردة لمادة الفيول، النظام لا يريد تسديد ثمن الشحنة نقداً أو لا يملك الأموال الكافية، والسفينة الراسية فيه منذ ما يقارب الشهر لا تفرغ من حمولتها إلا ما يدفع ثمنه.

كان "اقتصاد" نشر قبل أيام موضوعاً عن عملية الشد والجذب بين النظام والشركة الموردة لمادة الفيول، واليوم نتابع آخر مستجدات الرواية التي يستمع لها أنصار النظام بألم، وينتظرون نهاية سعيدة لها.

من طرفه، النظام سدد نصف قيمة الفيول، وبدورها السفينة أفرغت أكثر من نصف الكمية بقليل وهي 45 ألف طن، وما تزال مستوعباتها تحتوي على ما يقارب 40 ألف طن.

فيول على الطريق

"زهير خربوطلي" وزير كهرباء النظام قال لوسائل إعلام محلية إن الوزارة استطاعت بعد عناء توريد باخرة الفيول، ولم يشر إلى السبب الذي منعها من تفريغ حمولتها، في الوقت الذي تحدث فيه عن ثلاث ناقلات تحمل المادة في طريقها إلى سوريا.

التساؤل الطبيعي الذي يطرحه متابعو الحكاية على الوزير المذكور: لم تدفعوا ثمن نصف كمية الفيول في السفينة الأولى، كيف ستدفعون للسفن الثلاث (هذا إن صحّ كلامك سيادة الوزير)؟ وباتوا يسخرون من هذه الحكاية المملة وينشرون رسوم الكاريكاتير حولها.

صفحة "أخبار بانياس" علقت ساخرة: ربما سترغمون هذه السفينة والسفن القادمة على إفراغ الفيول بدفع الشبيحة أو الدفاع الوطني للاستيلاء عليها بالقوة، وربما يكون مناسباً تقديم مؤازرة لهم من أفراد ما أسمته "جيشنا البطل".

خطوط حمراء

لم تسأل راديو "شام اف ام" التي أجرت المقابلة مع وزير الكهرباء ونشرتها أغلب وسائل إعلام النظام عن سبب استخدام الوزارة لكمية الفيول الاحتياطي الذي بدأت باستهلاكه، وهو المخصص حسب القوانين للحالات الطارئة، ولم تسأله لماذا لا تسددون ثمن الفيول وتوقفون نزف الاحتياطي منه، لا شك أن هذه الأسئلة تتجاوز الخطوط الحمراء، لذلك نسألها نحن فقط.

ولم ينس الوزير خربوطلي الإشارة إلى أن "المجموعات المسلحة" أخرجت 45% من عنفات توليد الطاقة عن الخدمة من خلال قصفها وتدميرها أو الاستيلاء عليها.

الوزير أوضح للراديو أن تشغيل الكهرباء بنظام تقنين 3×3 يحتاج إلى 5000 طن من الفيول يومياً، وأن كامل ما تحمله السفينة يكفي لأسبوعين فقط، وعليه فإن ما تحمله السفن الثلاث الأخرى يشغل الكهرباء على هذه الوتيرة شهراً ونصف ليس إلا، ولم يشر إلى كيفية تأمين كميات إضافية من المادة مع عدم توفر ثمنها أو الامتناع عن دفعه.

كذب علني

واقع التغذية الكهربائية يؤكد عدم صحة كلام الخربوطلي ففي اللاذقية وريفها تحظى المناطق المدعومة بساعتي كهرباء مقابل أربع ساعات قطع، أما في الأحياء المحسوبة على المعارضة فلا تصلها سوى ساعتين مقابل 6 أو 7 ساعات من القطع.

فيما تزداد ساعات التقنين في أرياف حماة وحمص ودمشق، وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن تغذية مدينة دمشق والسويداء بالتيار الكهربائي هي الأفضل على مستوى القطر.

وتصاعد الغضب في أوساط الموالين من حالة الكهرباء، ولم تعد شبكات إعلام النظام تتورع عن الحديث بنبرة مرتفعة تجاه مسؤولي الحكومة ولا سيما وزارتي النفط والكهرباء، وتصفهم بدواعش الداخل، ومنها من تساءل عن كيفية قدرة الحكومة على توفير وقود المدرعات والسيارات العسكرية والطائرات الحربية والمروحية، مقابل عجزها عن توفير فيول الطاقة الكهربائية.

ترك تعليق

التعليق