ريف حمص الشمالي.. الصقيع يحرق محصول البطاطا الخريفية


بعد القضاء على الثروة الحراجية للحصول على الحطب بغية الدفء في فصل الشتاء، وإقدام المزارعين على قطع أشجارهم المثمرة بسبب عدم قدرتهم على ريها بعد قطع التيار الكهربائي عن كامل ريف حمص الشمالي، فقدت المنطقة أكثر من 95% من أشجارها مما جعل جوها أشبه بالجو الصحراوي مما انعكس سلباً على معدل ووقت الهطول المطري.

 فحتى تاريخ 26 تشرين الثاني، لم يهطل المطر باستثناء زخات بسيطة لا تكاد تذكر مما أدى إلى حدوث صقيع أتلف كافة المزروعات.

 أبو وسام، مهندس زراعي، قال في حديث لـ"اقتصاد": "إن قطع الأشجار الحراجية والأشجار المثمرة أثّر بشكل كبير على مناخ المنطقة، فقد تأخر هطول المطر وانخفض معدله بشكل ملحوظ مما تسبب بالصقيع الذي يهدد جميع أنواع المزروعات الخريفية".

 الصقيع يدمر البطاطا الخريفية

 ككل عام، يقوم المزارعون بزراعة العقلة الخريفية لموسم البطاطا، لكن في هذه السنة والسنة الماضية فاجئ الصقيع المزارعين ودمر محصولهم منها.

 أبو تمام، مزارع من مدينة الرستن، قال لـ"اقتصاد": "أقدمت على زراعة العقلة الخريفية وأنا أعلم أنها مخاطرة لكن البطاطا في الخريف تكون أسعارها أعلى نسبياً، لكن الصقيع أتلف المحصول وتسبب بخسارة أكثر من مليون ونصف ليرة سورية".

 وكتدابير وقائية قام بعض المزارعين بتشغيل المرشات على البطاطا طيلة الليل لتخفيف أثر الصقيع عليها، لكن من دون جدوى.

 أبو ملهم، مزارع في بلدة الغنطو، قال لـ"اقتصاد": "عندما أحسست أن الصقيع سوف يحرق البطاطا قمت بتشغيل المرشات عليها طيلة الليل لأن مياه البئر دافئة نوعاً ما. في الليلة الأولى لم يكن الصقيع قوياً لكن في الليلة الثانية وصلت درجة الحرارة إلى 5 تحت الصفر مما أدى إلى دمار المحصول كلياً".

 البرادات ممتلئة

 بسبب عدم ارتفاع سعر البطاطا إلى السعر الذي يرضي التجار، مازال كم هائل من البطاطا من الموسم الفائت محفوظاً في البرادات، فقد دخل ريف حمص الشمالي بطاطا من البرادات التي في مناطق النظام أرخص بكثير من البطاطا التي خرجت من غرف تبريد الريف الشمالي.

 أبو طلحة، من تجار سوق الهال في الريف الشمالي لحمص، قال لـ"اقتصاد": "سمح النظام بإدخال البطاطا من البرادات الموجودة عنده بسبب كساد البطاطا في مناطقه، ولأن كلفة التبريد هناك أقل من المناطق المحررة تكون بأسعار أرخص بـ 20 ليرة".

 كما يُقال مصائب قوم عند قوم فوائد، فبعد إتلاف الصقيع لمحصول البطاطا الخريفية، فُتح المجال لبطاطا البرادات، خصوصاً إن هطل المطر، فلن يستطيع المزارعون قلع محصولهم بسبب تحول التراب إلى طين.

 أبو براء، تاجر يمتلك بطاطا في البرادات، قال لـ"اقتصاد": "لقد خسرنا هذا العام بما فيه الكفاية لكن الصقيع واقتراب هطول المطر ينذر بارتفاع سوق البطاطا، فلا بطاطا في السوق إلا ما سيخرج من غرف التبريد".

 ويبقى السبب الأول والأخير لظهور الصقيع هو تأخر هطول المطر، وهو أمر بيد الله سبحانه، مما دفع الهيئات الشريعة في الريف الشمالي لمدينة حمص، للدعوة إلى صلا استسقاء عقب صلاة يوم الجمعة المقبل، تضرعاً إلى الله تعالى، طلباً لنزول الغيث.

ترك تعليق

التعليق