الدواء.. وسيلة جديدة لإلحاق المزيد من الشباب الفقراء بميليشيات الشبيحة
- بواسطة طارق حاج بكري – خاص - اقتصاد --
- 27 تشرين الثاني 2016 --
- 0 تعليقات
نفت وزارة صحة نظام الأسد إصدار قرار برفع أسعار الدواء ستة أضعاف دفعة واحدة. ومع ذلك فهي قد رفعت الأسعار بدون الإعلان عن ذلك، إلا عبر لوائح أسعار الدواء التي وزعتها على الصيدليات.
رفع الأسعار دون إعلان
الحقيقة أن أدوية كثيرة ارتفع سعرها مثل الأدوية المضادة للإلتهابات وكذلك الأدوية المسكنة للآلام، (البروفين والسيتامول والماكسيسيلين) وأدوية الضغط والقلب وأدوية الكلى وغيرها، وفق ما أشار الناشط الإعلامي محمد الساحلي.
ومنها ما زاد سعره عن ستة أضعاف وفقاً لما جاء على الصفحة الموالية "يوميات قذيفة هاون" في "فيسبوك".
وقد بلغ سعر دواء الضغط الذي يحتاجه عدد كبير من الناس أكثر من خمسة آلاف ليرة سورية للعبوة الواحدة وكل مريض يحتاج إلى أربع علب شهرياً.
وجاء في تعليق جريء لـ "نغم مرعيان" (ربة منزل من اللاذقية) على صفحتها الشخصية في "فيسبوك": "يا ويلكم من الله ماذا نفعل، إن لم نمت بتشبيحكم أو على الجبهات نموت من المرض لأنكم تسرقون دواءنا".
أدوية المشافي تباع بالصيدليات
تمتنع المستشفيات الحكومية عن صرف الأدوية للمرضى الذين يراجعونها من أجل العلاج المجاني بحجة عدم توفرها، ويرشدونهم إلى الصيدليات القريبة التي يمكن أن تتوفر فيها.
مع العلم أن أدوية وزارة الصحة المخصصة للمستشفيات تباع في الصيدليات القريبة من المشافي وبأسعار مضاعفة، كما يحدث في مدن اللاذقية وجبلة وطرطوس.
وقد أكد مراسل شبكة شال "محمد الساحلي" لـ "اقتصاد"، أنه التقى مريضاً بالقلب تمت معاينته في مشفى الأسد الجامعي باللاذقية، وأرسله الطبيب إلى صيدلية في حي الدعتور الموالي لشراء الدواء، بعد إخبار مسؤول الصيدلية أنه مرسل من قبله، وفوجئ بأن الدواء مخصص لوزارة الصحة كمنحة من الهلال الأحمر.
الدواء المهرب يغزو الأسواق
وبالرغم من ارتفاع أسعار كثير من أصناف الأدوية إلا أن هناك نقصاً بعدد من الأنواع وخصوصاً الأمراض المستعصية، كأمراض الدم والكلى والضغط كما قال الصيدلاني "محمد م" الذي أكد لمراسل شبكة شال أنهم يلجأون إلى شراء الدواء من المهربين من شبيحة الأسد، كما يضطرون أحياناً إلى توصيتهم على أنواع محددة وفقاً للطلبات التي تردهم من المرضى.
ويتوفر في الصيدليات أنواع كثيرة من الأدوية المهربة من لبنان، وهي غير مراقبة، يعمل على تهريبها عناصر الأمن والجمارك وشبيحة النظام يبيعونها بأسعار مضاعفة باعتبارها أجنبية المصدر.
وقد ذكر المواطن "سعيد ب" من حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية "لمحمد الساحلي" أن هناك عدداً من الأدوية الممنوع بيعها إلا بوصفة لمفعولها المخدر، يتم بيعها علناً في الصيدليات كحبوب البالتان وأدوية السعال، ويمكن لأي مراقب أن يرى العدد الكبير من زجاجاتها في الحدائق وعلى شاطئ البحر، وخصوصاً حدائق البطرني وأبو تمام وحديقة الأزهري دون رقابة".
أسلوب مدروس
"ارتفاع أسعار الأدوية وفقدانها وتوفر المواد المخدرة أسلوب مدروس تتبعه سلطات النظام، لدفع فقراء المواطنين للانتساب إلى الميليشيات التشبيحية التي تقاتل معها، ويفتح المجال واسعاً لنهب أموال الناس وإثراء عدد كبير من المهربين وتجار الدم"، حسب قول المحامي "ج س"، الذي أكد أن العاملين في وزارة الصحة أحد الأدوات التي يستخدمها النظام لتنفيذ ذلك.
يزداد الضغط الاقتصادي على السوريين الذين يعانون من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والكمالية، مقارنة بالدخل الفردي للشريحة العظمى التي تعتمد على عملها اليومي أو رواتبها، والخيارات قليلة أمامهم مما يجبرهم على الالتحاق بقوات نظام الأسد.
التعليق