"البالة".. الملاذ الوحيد لمعظم الأسر في ريف حمص الشمالي


علم موقع اقتصاد أن أسعار الألبسة الشتوية خلال موسم الشتاء الحالي تضاعفت أسعارها 100%، مقارنة مع أسعار العام الماضي لنفس الفترة، فسعر البيجامة التي كانت بـ 4 آلاف ليرة الشتاء الماضي، بات سعرها حالياً يتراوح ما بين (8-9) آلاف ليرة سورية، بمدن وبلدات وقرى ريف حمص الشمالي.

 كما وصل سعر جاكيت الصوف إلى 10 آلاف ليرة، وجاكيت الجلد الطبيعي من النوعية الوسط (صناعة سورية) إلى 20 ألف ليرة سورية.

 ويعزو تجار ريف حمص الشمالي هذا الغلاء الفاحش لأسباب عديدة، أهمها الحصار المفروض من قبل النظام على أكثر من 250 ألف نسمة، إذ تأخذ حواجز النظام وميليشياته أجوراً خيالية لقاء السماح للتجار المتعاملين معهم بإدخال أغذية أو ألبسة للريف المحاصر، تصل أحياناً إلى أكثر من 200 ألف ليرة لحمولة السيارة الواحدة، إضافة إلى توقف معظم معامل سوريا بسبب الأحداث الجارية، وغلاء المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه الألبسة من خيوط وأقمشة، وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد إلى 540 ليرة سورية.


20 – 25% يشترون ألبسة جديدة

ومع الارتفاع الجنوني لأسعار الألبسة الشتوية الجديدة، وضعف القدرة الشرائية لأكثر من 80% من السكان المحاصرين بالريف الشمالي، باتت البسطات ومحال الألبسة المستعملة (البالة)، الملاذ الوحيد لمعظم السكان، إذ تتميز البسطات ومحلات البالة بأسعارها الرخيصة نسبياً.

تقول "سميرة"، وهي أم لأربعة أطفال: "هناك 20 أو25% من سكان الريف الشمالي لحمص، ما زالوا يستطيعون شراء الألبسة الشتوية الجديدة، لا سيما ألبسة الأطفال".

وأضافت تقول: "أنا أشتري لأطفالي ملابس جديدة، لأن زوجي يعمل بالخليج، فمثلاً سابقاً كنا نصرّف ألف ريال سعودي بـ 12 ألف ليرة، أما الآن فنصرّفه بأكثر من 140 ألف ليرة سورية، لم يختلف علينا الأمر نهائياً".

وتقول أم حسان (ربة منزل): "أسعار الألبسة الشتوية أصبحت خيالية بالنسبة لي، فإذا كان سعر الجاكيت بـ 10 آلاف ليرة سورية، فهذا يعادل 25% من راتب زوجي الشهري، فكيف لنا أن نعيش ببقية الراتب الذي لا يعادل سوى90دولاراً أمريكياً، بينما كان في عام 2011 يعادل أكثر من 350 دولاراً".

وأضافت "أم حسان" تقول: "بصراحة تامة، لا أستطيع حالياً لا شراء ملابس جديدة، ولا ملابس مستعملة لأولادي، إلا في الحالات الضرورية القصوى، وبتنا ننتظر بفارغ الصبر دخول قوافل المساعدات الأممية، والتي تحوي في بعض المرات ألبسة شتوية لأطفالي الصغار".

وفي جولة لمراسل "اقتصاد" على بعض محلات الألبسة الشتوية في أكثر من بلدة من بلدات الريف الشمالي لحمص، تبين له أن سعر البنطال الشتوي يصل لـ 8 آلاف ليرة، وكنزة الصوف النسائية بـ 5 آلاف، والرجالية بـ 5500 ليرة، وطقم (ب.ب) الصوف بـ 3 آلاف ليرة سورية".

ولاحظ مراسل "اقتصاد" في ريف حمص، أن الإقبال على الشراء من محلات الألبسة الشتوية الجديدة، ضعيف جداً، نظراً لمضاعفة الأسعار عن السنة الماضية.


 إقبال على المستعمل

 الارتفاع الكبير في أسعار الألبسة الشتوية، دفع معظم السكان إلى الذهاب لمحلات بيع الألبسة المستعملة (البالة)، التي عادت للعمل بالريف المحاصر بعد أن توقفت لأكثر من عامين بسبب الحصار.

 يقول "مروان أبو رضوان"، صاحب محل "بالة": "هناك إقبال جيد على الألبسة المستعملة، لعدة أسباب، أهمها جودة الألبسة كونها مصنعة في أوروبا، وثانيها رخص أسعارها مقارنة بالألبسة الجديدة".

وأضاف أبو مروان يقول: "هنا يمكن لرب أسرة مؤلفة من 6 أشخاص، شراء ألبسة شتوية بأسعار معقولة جداً، فالجاكيت الجديد يباع بالمحلات بسعر يتراوح ما بين (9-10) آلاف ليرة، وعندي يباع بـ 4 آلاف ليرة، والولادي بـ 2500 ليرة، والبنطال بـ 3 آلاف ليرة، بينما سعره جديداً بـ 6 آلاف ليرة سورية".

ترك تعليق

التعليق