قصة نجاح سوريّ في الأردن.. من عامل بسيط إلى تاجر يصدّر إنتاجه بالكامل


مهند الشبلي، شاب سوري طموح من محافظة درعا، عمل قبل الثورة في مهنة تطريز الملبوسات كموظف بسيط، إضافة إلى عمله كتاجر في سوق الهال، وهذا طبيعي جداً أن يعمل الشاب في سوريا أكثر من عمل ليشق طريقه.

 كان يشتري كميات من الألبسة ويقوم ببيعها وتسويقها عند تجار دمشق ودرعا.

وفي بداية 2011 قرر افتتاح مشروعه الخاص بدرعا للتطريز، لكن مع بدء الأحداث في سوريا قرر الخروج إلى الأردن علَّه يجد هناك سوقاً للعمل وفرصة لتطوير مهارته.
 


بدأ العمل في عمان كعامل على ماكينة تطريز بخبرته السابقة لمدة سنتين عند شخص يملك معملاً قديماً مؤلفاً من 5 ماكينات معطلة، فتعهدها صيانة وإنتاجاً براتب ممتاز، وأثبت جدارته.

عمل أيضاً في معامل مختلفة حتى خبر السوق وعرف من أين تُؤكَل الكتف، وجمع مبلغاً جيداً من المال ومن هنا انطلق يشق طريقه بنفسه.

تعلم التطريز على الكمبيوتر، من خلال الممارسة ومراقبة الذين يتقنون هذا الفن، وبذلك استقل بنفسه بالمهنة، فاشترى ماكينة التطريز الأولى بالتقسيط وبدأ يدور في السوق يعرض منتجه للتجار، ويبحث عن الموديلات الصعبة والتي لا يستطيع أي شخص تطريزها ليعمل عليها ويتميز بها في السوق.



وحيداً وضعيفاً، دخل سوق التجار الكبار محاولاً إثبات نفسه، فمرة يقع ومرة يتم استغلاله ومرة يتعلم من أخطائه حتى فهم السوق، وعرف أن السوق لا يقبل إلا الأقوياء.

بعد سنة ونيف من العمل انتهى من دفع أقساط الماكينة الأولى وتوفر معه مبلغ جيد فقرر شراء ماكينة ثانية، وتطورت أموره ونظرته فخطرت له فكرة كانت أشبه بمخاطرة وهي أن يستأجر مكتباً في سوق القماش بجانب التجار.


 كانت نقطة التحول التي حصلت معه تجارياً أنه تعرف على زبائن من ليبيا والجزائر ومصر والضفة الغربية والسعودية، كان يُباع لهم ما ينتجه هو، من خلال التجار، فأصبح يبيعهم بنفسه، بشكل مباشر ويربح أكثر.

تعرض لضغوط أخرى، فالتجار يشترون منه بالشيكات المؤجلة، ويبيعونه الخيط والقماش نقداً، وهذا الذي دفعه لحلول بديلة، فاستعان بصديقه لمراسلة شركة صينية تنتج القماش والخيط، وفعلاً تم الاتفاق مع الشركة من خلال وكيلها في عمان، واستلم أول دفعة من البضاعة ليصبح مستقلاً تماماً، إضافة إلى أن أسعار مواده الأولية انخفضت إلى النصف عن التي كان يشتريها محلياً، وبذلك أصبح منافساً قوياً في السوق مع تضاعف أرباحه، وأصبح يستورد كل ما يلزمه من الصين.


 مهند أصبح لديه معمل صغير مؤلف من 3 ماكينات ويأمل أن ينتقل إلى معمل أكبر ينجز فيه أعماله كاملة من قص وتطريز وخياطه وغيرها، مشيرا الى أن السوق في مجال التطريز على الصعيد المحلي ضيق، لكن هناك جدوى من موضوع التصدير إلى الخارج، فجمعٌ كثيرٌ من التجار يأتون ليتسوقوا بضاعتهم من عمان، إضافة إلى أن القطع التي ينتجها مهند متنوعة جداً بين الثوب العربي والفلسطيني والأردني وما يسمى بالقفطان الذي أصبح يلبس في الأعراس والمناسبات، إضافة إلى الثوب الفلاحي والعبايات المطرزة والأثواب الهندية والأثواب الاسلامية وما إلى ذلك.







هذا التنوع جعل للإبداع دور كبير في إنتاج هذه القطع وفتح سوقاً كبيراً للتصدير.

يأمل مهند في التوسع وأن يصبح لديه معمل كبير ينجز فيه كافة أعماله، ويؤكد أن الصعوبات التي واجهته هي التي أوصلته للنجاح.



ترك تعليق

التعليق