استياء في الرستن.. لماذا تُطلق صواريخ غراد يوم دخول قوافل الإغاثة؟


 عملاً بالقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن والذي يلزم نظام الأسد بإدخال المساعدات الأممية إلى المناطق المحاصرة، كان من المفترض أن تدخل قافلة مساعدات مخصصة إلى مدينة الرستن، في ريف حمص الشمالي. لكن للمرة الثانية على التوالي تصل تلك المخصصات إلى المدينة، ومن ثم تعود أدراجها دون أن تدخل.

 يوم أمس الأحد، 20 تشرين ثاني 2016، تم إطلاق أربعة صواريخ من نوع غراد على حي الزهراء الموالي في مدينة حمص، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص تزامناً مع دخول القوافل الإغاثية المخصصة لمدينة الرستن، مما أدى إلى توقفها وعودتها من حيث أتت.

"أبو غازي"، قائد كتيبة المدفعية التي أطلقت الصواريخ قال لـ "اقتصاد": "لم نكن نعلم أن قوافل مساعدات سوف تدخل اليوم، نحن نفدنا أوامر جاءت من غرفة عمليات الوعر".

 لكنها لم تكن المرة الأولى التي تطلق فيها تشكيلات عسكرية صواريخ على مدينة حمص تزامناً مع دخول مخصصات مدينة الرستن، ففي أواخر أيلول المنصرم أقدمت فصائل تابعة لغرفة عمليات تلبيسة على إطلاق صواريخ غراد في الوقت الذي عبرت فيه بعض السيارات التابعة للأمم المتحدة معبر "كراج السلام" بريف حمص الشمالي، مما أدى إلى تحليق طيران النظام وتنفيد عدة غارات على المدينة التي تقع على الطريق الوحيد الذي يفترض للقافلة أن تعبره، فعادت القافلة أدراجها.

 أبو إبراهيم، أحد سكان مدينة الرستن، قال لـ "اقتصاد": "في كل مرة بكون قوافل الرستن بدها تدخل، بطلع أحد الفصائل وبضرب صواريخ عحمص، المرة الماضية من تلبيسة وهي المرة من الحماصنة هذا الشي شو بيعني، طب يوم الي بتدخل فيه قافلة تلبيسة أو الحولة أو الدار الكبيرة محدا بيضرب طلقة أما عقافلة الرستن بتطلع الصواريخ".

 هذا كله في ظل واقع اقتصادي سيء يعيشه سكان ريف حمص الشمالي عامة، وسكان الرستن خاصة، فقد حُرمت المدينة من مخصصاتها في برامج الأمم المتحدة، مرتين على التوالي.

 متطوع من الهلال الأحمر قال لـ "اقتصاد": "من أطلق الصواريخ نفى علمه أن قوافل الرستن على أبواب الريف الشمالي، لكن أي شخص من سكان المنطقة يستطيع أن يخمن أن اليوم هو موعد دخول القافلة، لأن أكثر من 100 عامل كانوا منتشرين على الطريق الدولي ينتظرون وصول المساعدات لإفراغها في المستودعات المخصصة لها، وخاصة أن أبو غازي قائد الكتيبة التي أطلقت الصواريخ، يقطن مدينة الرستن".

يجدر بالذكر أن مدينة الرستن تعاني من أزمة كبيرة في تأمين الخبز مما دفع البعض إلى اتهام الحكومة المؤقتة والهلال الأحمر والفصائل والجمعيات والمنظمات الإغاثية، بالتآمر على المدينة لتضييق الخناق عليها.

يشار إلى أن حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، تعرض أمس الأحد لحملة قصف مكثفة من جانب قوات النظام، استُخدمت فيها قنابل النابلم المحرمة دولياً، والقصف بالأسطوانات المتفجرة، وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة والمتوسطة.


ترك تعليق

التعليق