رغم وفرة المخزون المائي.. لماذا يهدد العطش سكان جبلة وقراها؟

 يشتكي الكثير من سكان مدينة جبلة الساحلية والقرى التابعة لها من الانقطاع المستمر للمياه عن منازلهم وقراهم، رغم أن نهر السن المغذي للمدينة وقراها ولكل من مدينة بانياس واللاذقية وأجزاء من مدينة طرطوس، لا يبعد عنها سوى 15 كم فقط.

 وبينما تصل المياه إلى كل من اللاذقية وطرطوس دون أي انقطاع، يعاني أهالي جبلة من انقطاع المياه، وهو ما اضطر الكثير من أبناء المدينة إلى شراء المياه من الصهاريج لتعبئة خزانات المياه في منازلهم للحد من المشكلة ومنع تفاقمها رغم ارتفاع تكلفة صهريج المياه مقارنة بالوضع المعيشي الراهن لغالبية سكان المدينة الذين مازالوا يدفعون قيمة فواتير المياه بأرقام خيالية لا تمت للواقع بصلة.

 مصدر من مدينة جبلة أكد لـ "اقتصاد" أن المدينة باتت مهددة بالوقوع في العطش وذلك بعد تضاعف عدد السكان نتيجة ازدياد أعداد النازحين الذين قدموا إلى المدينة من مناطق الداخل السوري.

 في المقابل، أكد مصدر خاص ومطلع على قضية المياه في الساحل في حديث خاص لـ "اقتصاد" أنه في الحقيقة لا يوجد نقص في المياه في الساحل، وهناك دائماً مخزون جيد، لكن مضخة نهر السن في جبلة لم يجري عليها أي تحديث وتطوير منذ إنشائها بسبب سياسة الفساد المتوارثة من قبل حكومات النظام.

 فالمضخات المركبة عليها تعمل بطاقة استيعابية تعادل ربع العدد الحالي من السكان وليس بمقدورها استيعاب الزيادة السكانية التي طرأت بعد حركة النزوح إلى مدن الساحل.

ولكل مضخة هناك شيء اسمه مردود وإنتاجية، وفق وصف المصدر، مؤكداً أن المياه قبل ازدياد عدد السكان في جبلة كانت تصل للطابق الرابع دون الحاجة لاستخدام مضخة رفع المياه (دينمو).

 وعزا المصدر سبب انقطاع المياه وعدم وصولها إلى مدينة جبلة، إلى استغلال المياه من قبل عدد من المسؤولين والمتنفذين في الساحل الذين يملك معظمهم مسابح خاصة يملؤها بمياه الشرب، بالإضافة إلى ا انتشار معامل لتعبئة مياه الشرب في الساحل كشركة (السن) التي أُنشئت مؤخراً لتعبئة مياه الشرب وبيعها للمستهلكين بأسعار مرتفعة.

 كما أن هناك الكثير من مزارع الحمضيات التي يملكها ضباط كبار في النظام تُروى بالمياه المخصصة للشرب و لا يجرؤ أحد من المسؤولين في مؤسسات المياه على قطع المياه عنها أو حتى الاقتراب منها.

 وسبق أن تعرض عدد من الموظفين لإطلاق النار عليهم عند اقترابهم من أحد كانتونات هؤلاء الضباط.

 ويعد نهر السن وهو أغزر أنهار سوريا، المصدر الوحيد لمياه الشرب لسكان مدينة جبلة واللاذقية وبانياس، ويصل طوله إلى 6 كم.