مشروع "الكستناء" الوحيد في سوريا.. ثماره علف للحيوانات!


علم موقع "اقتصاد" أن إنتاج مشروع الكستناء في جبل ضهر القصير (50 كم غرب مدينة حمص)، لا يتجاوز هذا العام 1000 كيلو غرام، بالرغم من وجود حوالي نصف مليون شجرة، مضى على زراعتها 40 عاماً في أفضل مكان لزراعة فاكهة الشتاء (الكستناء) في سوريا.

وذكر مهندس زراعي، رفض الكشف عن اسمه، وعمل سابقاً في مشروع الكستناء، أن جبل "ضهر القصير"، المطل على عدة قرى وبلدات بريف حمص الغربي (كفرام، رباح، فاحل، مقلس، حاصور..)، يعتبر من أفضل الأماكن في سوريا لزراعة هذه الشجرة الاقتصادية، وذلك لعدة أسباب أهمها، كثرة أمطاره السنوية (600ملم بالعام)، ارتفاعه العالي عن سطح البحر(1000م)، ارتفاع نسبة الرطوبة فيه بسبب استمرار الضباب لمدة لا تقل عن 4 أشهر في العام الواحد، إضافة لجودة تربته الكليسة.

وقال المهندس الزراعي، والذي يُكنى بـ "أبو كنجو"، لمراسل "اقتصاد" بحمص، إن غابة "ضهر القصير"، تعد من أهم المواقع الحراجية في محافظة حمص، وأشجارها متنوعة، بالإضافة لأشجار الكستناء، يوجد فيها الصنوبر الثمري، والصنوبر البيروني والأرز والكينا وغيرها، مضيفاً بأن إجمالي مساحة ضهر القصير تقدّر بـ، 1500 هكتار، نصف هذه المساحة تقريباً مخصصة لأشجار الكستناء، والذي يقدٌر عددها بحوالي نصف مليون شجرة، تمت زراعتها في العام 1976.

(مشروع الكستناء في "ضهر القصير" بريف حمص الغربي)

 ثمارها علف للحيوانات!

 ورداً على سؤال لمراسل "اقتصاد" بريف حمص، عن سبب تدني الإنتاج في أكبر مشروع للكستناء في سوريا، قال المهندس "أبو محمود": "السبب الأول لتدني الإنتاج يعود إلى عشوائية وفوضوية العاملين في مديرية الحراج بوزارة زراعة النظام حيث قاموا بزراعة غراس الكستناء ومن صنف سيئ جداً، بطريقة بدائية، إضافة لإهمال المشروع لمدة تزيد عن 25 عاماً دون تقليم ورعاية وحماية".

وأكد المهندس الزراعي أن ثمار كستناء "ضهر القصير" هي من النوعية الرديئة جداً، ولا يمكن بيعها بالأسواق لأنها تصاب بالتعفن بعد أيام من قطافها، لذلك تباع كعلف للحيوانات كل عام.

وأكد المهندس الزراعي أن ثمار الكستناء المتواجدة في الأسواق السورية من 20 عاماً هي من تركيا، التي تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في إنتاج فاكهة الشتاء، حيث يصل إنتاجها السنوي لـ 60 ألف طن، وتصدّر من الثمرة المذكورة بـ 50 مليون دولار سنوياً.

(كستناء "ضهر القصير" بريف حمص الغربي)

 بيئي وسياحي وليس تجاري

وزارة زراعة النظام، وبسبب النقد اللاذع الذي تتعرض له سنوياً، بسبب فشل مشروع الكستناء الوحيد في سوريا، تؤكد باستمرار أن الهدف من المشروع، بيئي وسياحي وحماية للتربة من الانجراف، وليس تجارياً أو اقتصادياً، وكأن سوريا وسكانها ليسوا بحاجة للمشاريع الزراعية الاقتصادية، والأفضل للمواطن السوري شراء الكستناء بأكثر من ألف ليرة للكيلو الغرام الواحد، بينما يباع إنتاج بلده من هذه الثمرة علفاً للحيوانات.


(غابة "ضهر القصير" بريف حمص الغربي)

ترك تعليق

التعليق