ريف حمص الشمالي.. عودة بيوت الأجداد من الطين واللبن


 أدى الحصار الذي فرضته قوات النظام والميليشات الطائفية التابعة لها، على بلدات ريف حمص الشمالي منذ نهاية العام 2012، ومنع دخول مواد البناء من أسمنت وحديد وبحص ورمل، فضلاً عن تدمير معظم منازل السكان بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، أدى ذلك إلى إجبار السكان في مدينة "تلبيسة"، وغيرها، لبناء بيوت بديلة من مادة اللبن والطين، كما كان يفعل آباءهم وأجدادهم.


وعلم موقع "اقتصاد"، أن عشرات البيوت السكنية المبنية من اللبن والطين، تم إنشائها خلال العامين الماضين في الحقول الزراعية، وبين بساتين الزيتون المحيطة في مدينتي" تلبيسة" و"الرستن" وقرى" الزعفرانة "و"السعن الأسود"، بريف حمص الشمالي.


 موادها لا تنضب

يقول وليد "أبو خالد": "لجأنا إلى بناء اللبن بسبب فقدان المواد الأولية، من أسمنت وحديد وبحص ورمل في ريف حمص الشمالي منذ 4 سنوات بسبب حصار النظام"، مضيفاً بأنه نزح من مدينة" تلبيسة" إلى الأراضي الزراعية بعد تدمير منزله من قبل طيران النظام، مؤكداً بأن المواد الأولية لبيوت الأجداد متوفرة بكثرة، ولا يستطيع النظام منعها عن الأهالي، لأنها موجودة بالأراضي الزراعية، وهي عبارة عن تراب يضاف إليها التبن أو القش.


ويقول حسان أبو رضوان: "يتم يومياً صناعة ما بين (500 – 600) قطعة من اللبن بواسطة قالب حديد قياس 20×40، وبعد أسبوع نقوم بالبناء بعد جفاف اللبن بشكل كامل"، مضيفاً بأن الغرفة الواحدة تحتاج إلى 3000 لبنة، وبعد عملية البناء تغطى الجدران بطبقة من الطين أيضاً، ويتم تجديدها سنوياً من الخارج بسبب ذوبانها بالأمطار الغزيرة، أما أسقف غرف اللبن فيتم حالياً سقفها بقطع من الأخشاب، أو أغصان الأشجار والتوتياء أو الشوادر التي يحصل عليها السكان مع الإغاثة الأممية.


 موادها عازلة

ورداً على سؤال لـ "اقتصاد" عن طريقة بناء هذه البيوت، يقول المهندس المدني محمد الحسن: "لقد خلط الآباء والأجداد، التراب مع الماء والتبن، وبذلك كانوا أول من ابتكر طريقة تحسين المواد بمثل هذه الإضافات"، مضيفاً بأن الطين أساساً ناتج عن تحلل الصخور النارية، وهو مركب من دقائق صغيرة، ومن خواص الطين-والكلام ما زال للمهندس الحسن- أنه من أفضل المواد العازلة للحرارة، لذلك نجد البيوت الطينية ذات مناخ صحي معتدل، باردة صيفاً، ودافئة شتاء.


ترك تعليق

التعليق