قصص من ظاهرة "طهّر وعفّش".. غرب حلب
- بواسطة منار عبد الرزاق- خاص - اقتصاد --
- 15 تشرين الثاني 2016 --
- 0 تعليقات
اشتكى عدد من الأهالي في حيي "حلب الجديدة" و"الحمدانية" الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب، من تكرار ظاهرة "التعفيش" لمنازلهم من قبل "الشبيحة"، وما يسمى بـ"لجان الدفاع الوطني"، وذلك إثر المعارك الأخيرة على محوري الحيين المذكورين غرب حلب.
وتقول السيدة "أم عصام" لـ"اقتصاد": "لقد عدت لمنزلي بالأمس، بعد إعلان الجيش السوري استعادة السيطرة على حي بني يامين، في منطقة حلب الجديدة، فلم أجد فيه شيئاً، لقد تم سرقة جميع محتوياته من قبل الشبيحة، وقيل لي أنها تُباع في حي الفيض".
بدوره، يؤكد العم "أبو حسام" لـ"اقتصاد" رؤية عناصر من الشبيحة، وهم يقومون بسرقة منزله الواقع في الحي الثالث من منطقة الحمدانية، مشيراً إلى قيامهم بالاعتداء عليه، لمجرد ممانعتهم من تفريغ منزله من محتوياته، منوهاً بقولهم له: "لما كنّا نحارب الإرهابيين، انت كنت هربان".
ويشير "أبو حسام" إلى قيامه بتقديم شكوى للجنة الأمنية في حلب، ضد أشخاص بعينهم من "الشبيحة"، لكنه يقول لـ"اقتصاد": "للأسف لم تلقّ قبولاً، وتم وضعها في الدرج".
وتنتشر أسواق ما بات يُعرف في المدينة بأسواق "التشبيح" أو "التعفيش" في حي الفيض، وحي الفرقان، وعدد من الحارات الفرعية في المدينة، حيث تُباع البضائع هناك بـ 20% من قيمتها.
وغالباً ما يتحجج الشبيحة بمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم في المناطق التي شهدت مؤخراً، اشتباكات بين قوات النظام من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، بدعوى أنّها "منطقة عسكرية".
ولم يقتصر "تعفيش" الشبيحة على "منازل الأهالي" بل تعداه إلى تعفيش الدوائر الحكومية، حيث أشارت صفحة "شبكة أخبار حي الزهراء بحلب" إلى قيام مجموعة من اللجان الشعبية "الشبيحة" بـسرقة ونهب بريد "ضاحية الأسد".
وقالت الصفحة ذاتها في منشور تهكمي: "بالمشرمحي .. صحيح أبطال الجيش رجعوا منيان والضاحية بس أهلها رجعوا على الحصيرة، لكم الله يا أهل حلب".
من جهته، يؤكد مسؤول حكومي في حلب فضّل عدم نشر اسمه لـ"اقتصاد" وجود ظاهرة "التعفيش" في المدينة، مشيراً إلى أنّ تلك الظاهرة أصبحت اليوم على "عينك يا تاجر" في حيي "الحمدانية" و"حلب الجديدة".
ويشير المسؤول إلى أنّ السلطات الأمنية في المدينة مقتعنة الآن بمقولة: "كلب يعوّي معك، أحسن ما يعوي ضدك". في الوقت ذاته يُشير إلى أنّ الكثير من اللجان الشعبية "الشبيحة" تقوم بتمويل نفسها عبر "السرقات" من خلال اعتمادها شعار: "طهر وعفش".
ويُضيف: "الشبيحة يكون دورهم خلف الجيش، فالأخير يقاتل ضد المعارضة، والشبيحة يقومون بسرقة منازل الأهالي في المناطق التي تكون خطوط تماس للمعارك بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى".
ويُتابع: "إنّ البضائع المسروقة من منازل الأهالي، تُباع بربع قيمتها، حيث أنّ أسواق تلك البضائع تنتشر في حي الفيض، وتل شغيب، ومدينة السفيرة، فيما يتم تصدير الفائض عن السوق المحلي في المدينة إلى المحافظات الأخرى".
ويؤكد المصدر قيام عدد من المتضررين بتقديم شكوى لدى السلطات التابعة للنظام السوري في المدينة، حيث يعوّض المدعوم منها بـ20% من قيمة المسروقات، فيما تبقى شكاوى المتبقين حبيسة الأدراج.
إلى ذلك، تؤكد مصادر محلية، وأخرى رسمية في النظام السوري، هوية المعفشين، مشيرة إلى أنّ أغلبهم من لجان العشائر من "آل سخني، آل بري، عساني"، بالإضافة لحثالات أخرى من الميلشيات المتعددة الجنسيات المنتشرة في المدينة.
وتؤكد مصادر "اقتصاد" قيام المعفشين برشوة حواجز النظام، وتأمين حصص لها من المسروقات، مقابل سكوت تلك الحواجز عن ممارسات الشبيحة، كما أن البعض من المعفشين الجدد يرفض دفع "الخوة" للحواجز فيتطور الأمر إلى اشتباكات بين "المعفشين" وعناصر من الحواجز.
وتُعتبر ظاهرة التعفيش قديمة في حلب، حيث أنّ قوات النظام، والميلشيات الموالية لها، تعتبر منازل المدنيين في الأحياء الخاضعة لسيطرتها، أملاك خاصة لها، حيث تعمد في بعض الأحيان إلى إشاعة وجود معارك في الأحياء الواقعة على خطوط التماس، ليقوموا "الشبيحة" بـ"تعفيش" منازل الأهالي بعد نزوحهم عنها.
التعليق