هو الأجود عالمياً.. تعرّف على "الطريقة الباردة" لعصر زيت الزيتون في ريف حمص الشمالي
- بواسطة ريف حمص - خاص - اقتصاد --
- 15 تشرين الثاني 2016 --
- 0 تعليقات
أدى الحصار المطبق الذي فرضته قوات النظام وميليشياته الطائفية على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي منذ 4 سنوات، إلى منع مزارعي الزيتون في بلدات "الحولة" وغيرها، من الخروج لعصر محصولهم في المعاصر الآلية الحديثة المحيطة بمنطقتهم، ما دفع "عصام أبو محمد"، وهو أحد أهالي بلدة "تلذهب" بمنطقة الحولة، إلى ابتكار معصرة بدائية الصنع للحصول على زيت الزيتون، والذي يسمى عالمياً بـ "الذهب الأخضر".
وتعتبر شجرة الزيتون بالريف الحمصي المحاصر من أهم المحاصيل المدرٌة للدخل، وتقدٌر أعدادها ما بين (1-2) مليون شجرة مثمرة.
جاروشة أعلاف ومكبس يدوي
يقول "عصام أبو محمد" لمراسل "اقتصاد" بريف حمص: "المعصرة عبارة عن جاروشة أعلاف كانت مخصصة سابقاً لطحن الحبوب التي تستخدم في الخلطة العلفية"، مضيفاً بأن الجاروشة تستخدم لتكسير ثمار الزيتون وتحويلها إلى عجينة توضع بمكبس ضغطه يقدر بحوالي 40 طناً لاستخراج الزيت عن طريق الضغط بطريقة ميكانيكية وهيدروليكية على عجينة الزيتون، إضافة لأدوات بسيطة لعزل زيت الزيتون الصافي عن الشوائب والماء عبر 3 مراحل.
(جاروشة الأعلاف لطحن ثمار الزيتون)
الطريقة الباردة
وأشار "أبو محمد" إلى أن طريقة تصنيعه لزيت الزيتون تسمى علمياً بالطريقة "الباردة"، والتي كانت سائدة ومنتشرة بكافة أنحاء العالم لمئات من السنين قبل اختراع المعاصر الآلية التي تعمل على الطريقة الحرارية، منوهاً بأن زيت الزيتون المستخرج بالطريقة الباردة هو الأجود عالمياً.
ورداً على سؤال آخر لـ "اقتصاد" عن نسبة استخراج الزيت مقارنة بالمعاصر الآلية، قال "عصام أبو محمد": "نسبة استخراج الزيت قريبة جداً من المعاصر الآلية، فمثلاً في صنفي الزيتون الكردي (قرقة وصيصان)، والصوراني، تصل نسبة الزيت إلى حدود30%، بينما تنخفض هذه النسبة إلى ما دون 20% بالزيتون النيبالي، وأقل من 15% بالزيتون التدمري والتفاحي، وهما صنفان مخصصان للأكل وليس للزيت".
(ثمار الزيتون بعد طحنها)
7-10 أطنان
ورداً على سؤال أخير لـ "اقتصاد" عن الطاقة التصنيعية لمعصرته، قال أبو محمد: "نقوم يومياً بعصر كمية زيتون تتراوح ما بين (250-300 ) كغ، وبطاقة سنوية تتراوح ما بين (7-10) أطنان في السنة الواحدة، منوهاً إلى أن الدافع الرئيس الذي دفعه لابتكار هذه المعصرة، هو تعفّن عشرات الأطنان من ثمار الزيتون في بلدته "تلذهب" نهاية العام 2012 في الأشهر الأولى من الحصار، عندما منع النظام الناس من الدخول والخروج من منطقته، ومنع المزارعين من عصر محصولهم الرئيسي بالمعاصر الآلية المحيطة بالحولة.
يذكر أن شجرة الزيتون المباركة، تبقى واحدة من أهم مصادر الدخل في ظل الحصار المفروض على قرى وبلدات ومدن ريف حمص الشمالي، إلا أن إنتاجها في هذا العام هو الأسوأ من عدة سنوات، بسبب قلة الأمطار والعناية بها، وانتشار الأمراض، والقصف المتواصل للنظام على حقول الزيتون.
هذا وقد وصل سعر صفيحة زيت الزيتون بالمنطقة الوسطى من سوريا إلى 25 ألف ليرة حالياً، بزيادة 100% عن سعر العام الماضي لنفس الفترة، كما تباع صفيحة زيت الزيتون السوري (16كغ صافي) في لبنان بسعر يتراوح ما بين 90 إلى 100 دولار أمريكي أي ضعف سعرها في سوريا، وهذا هو أعلى سعر يصله زيت الزيتون السوري، إذ كان يباع في نهاية 2011، بأقل من 3000 ليرة سورية لعبوة 16 كغ.
التعليق