صندوق طبي لمعالجة حالات من اللاجئين السوريين في الأردن


أجرى "الصندوق الطبي المشترك للسوريين في الأردن" الذي تم إحداثه في أيلول الماضي أكثر من ١٩ عملية جراحية في العاصمة عمان يوم السبت، منها 4 عمليات مرارة و4 فتوق و 2 نسائية وعملية استئصال غدة وأخرى لتفتيت الحصيات و 7 استئصال لوز، خمس عمليات منها كانت طارئة ولا تحتمل الانتظار أو التأجيل.

بدأت فكرة الصندوق منذ أكثر من سنة بهدف التخفيف من معاناة المرضى السوريين، ولكن الفكرة لم تجد طريقها إلى التطبيق بسبب عدم وجود داعمين لها ونظراً لازدياد حجم معاناة السوريين في المجال الطبي، ونقص الدعم عند أغلب المنظمات وتقليص عدد كبير من المنظمات لخدماتها أو إيقافها نهائياً بعض الأحيان.

 برزت أهمية تفعيل الصندوق، بعد التواصل مع عدد من الهيئات والمنظمات الطبية المهتمة باللاجئين السوريين، وخرجت الفكرة إلى الوجود بعد مخاض عسير في أيلول الماضي، بعد الإتفاق مع ست جهات داعمة وهي"منظمة أتلانتك للإغاثة الإنسانية "AHR و"جمعية صناع الخير الخيرية" و"منظمة حياة للأعمال الإنسانية والخيرية"، و"منظمة سوريات عبر الحدود"، "مؤسسة وفاء" و " فريق ملهم ".

 وأوضحت المنسقة الطبية للمشروع الناشطة "فريال محمد" لـ"اقتصاد" أن فكرة الصندوق الطبي تقوم على تغطية العمليات الطارئة للسوريين والتي تقل كلفتها عن الـ ١٠٠٠ دينار مثل المرارة -الفتق -اللوز -البواسير -استئصال الغدة -استئصال الثدي -استئصال رحم -تجريف -لحميات -خصية هاجرة– وغيرها على أن تدفع كل جهة انضمت للصندوق مبلغاً مالياً ثابتاً بشكل شهري، مشيرة إلى أن "هناك اتفاقاً تم التوصل إليه يتمثل بالالتزام بالدفع لمدة ستة شهور من قبل ٦ منظمات من تاريخ دخولهم للصندوق".

انطلق عمل الصندوق بتاريخ ١-٩ -2016 وبدأت العمليات بتاريخ ١٠-٩ وبلغ عدد العمليات المغطاة-بحسب محدثتنا- ٩٣ حتى تاريخ ١٢-١١ من هذا الشهر ما بين عمليات االلوز واستئصال الرحم واستئصال الغدة، والفتوق و الخصية الهاجرة، واللحميات والبواسير، والشق الشرجي والمرارة وتفتيت حصى وكيس شعر وتجريف– ما بعد الإجهاض-.

 وأشارت محدثتنا إلى أن الصندوق أجرى ١٩ عملية يوم السبت 12/11/2016 أربع حالات منها كانت طارئة من ضمنهم طفلة عمرها شهرين فقط وعملية مرارة لسيدة عمرها ٨٢ سنة.

ونوّهت محدثتنا إلى أن الصندوق أجرى استبياناً طبياً شمل جميع المرضى السوريين في الأردن وذلك من أجل سهولة العمل مع الوفود الطبية من جهة ومن أجل تحديد أولويات عمله من جهة ثانية، وتم اعتماد العديد من المشافي لتقييم المرضى في عدد من مدن المملكة، ففي إقليم الشمال-كما تقول-تم اعتماد المشفى الاماراتي لاستقبال المرضى وتقييمهم بعد تحويلهم من قبل جمعية صناع الخير الخيرية وهي أحد مؤسسي الصندوق، أما في عمان وما حولها فيتم تحويل المرضى إلى أطباء اختصاصين ليتم تقييمهم ومن ثم تحويلهم للعمليات.

وأكدت الناشطة "فريال محمد" أن الأولوية في تغطية العمليات تُعطى للحالات الطارئة التي لا تتحمل الانتظار ومنها كما قالت عملية فتق طارئة لزوجة حامل تم تحويلها من مشفى إربد التخصصي فتم تجاوز الروتين واستقبالها ضمن الصندوق وتغطية عمليتها فوراً لتجرى لها العملية في اليوم ذاته نظراً لحالتها الاضطرارية.

وحول دور الصندوق في تغطية الحالات التي تزيد تكلفتها عن 1000 دينار أوضحت محدثتنا أن الصندوق الطبي حاول تغطية ثغرة من الثغرات الموجودة في المجال الطبي، ولا يمكن لأي جهة-كما تقول- تغطية جميع الثغرات، وتابعت أن "الصندوق تصدى لتكملة جزء من عمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن وتم الاتفاق على التنسيق معهم بهذا الخصوص".

ولفتت الناشطة فريال إلى أن "تغطية العمليات التي تتعدى تكلفتها الألف دينار هو الجزء الثاني من عمل الصندوق" مشيرة إلى أن القائمين على الصندوق الطبي بدؤوا بالتواصل مع الوفود واللجان الطبية الأجنبية للتنسيق معهم من أجل تغطية هذا الحالات، مؤكدة أن القائمين على الصندوق تواصلوا مع وفود تشيكية وفرنسية وايطالية وجرى تحويل حالات طبية تبلغ تكلفتها ما بين ١٠٠٠ إلى ٦٠٠٠ آلاف وكان هناك تجاوب من قبلهم.

ونظراً لأن ملف السرطان هو العقدة التي تواجه أي منظمة طبية في الأردن حيث يتم استبعاد المصابين به من أي تغطية بما فيها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أشارت محدثتنا إلى أن الصندوق تحمل عبئاً لابأس به من تغطية العمليات الجراحية التي تبلغ تكلفتها أقل من 1000 دينار، وبالتالي يُفترض-كما تقول- أن تتصدى المفوضية لتغطية قسم من مرضى السرطان ولو كانوا من الدرجة الأولى أو الثانية منوّهة إلى أن "جزءاً من ميزانية الصندوق سيتم تخصيصه ليكون خاصاً بالخزعات والصور والتحاليل الخاصة بمرضى السرطان".

وتتولى الناشطة فريال محمد بصفتها منسقة طبية في الصندوق مع زملائها في المكتب التنفيذي التواصل مع الجهات والمنظمات والأطباء المسؤولين عن التنسيق وتنظيم زيارات لهم لشرح آلية عمل الصندوق والاتفاق معهم على أن يتم إبلاغ القائمين عليه قبل قدوم أي وفد، وتحديد مجال عمله.

 ولفتت محدثتنا إلى أن مهمتهم تتمثل في تجهيز ملف من الصندوق الطبي بأسماء المرضى المسجلين فيه وجمع حالات جديدة ورفعها للطبيب المسؤول عن التنسيق ليتم اعتماد قوائم الصندوق وإعطائها الأولوية.

ونفت محدثتنا وجود صعوبات في عمل الصندوق لأن المؤسسين للصندوق هي ست جهات وليس جهة واحدة، ولكن الخشية–كما تقول– من أن تتوقف الجهات الممولة عن دعم الصندوق مستقبلاً، مشيرة إلى وجود تنسيق عالي بين الصندوق وهذه الجهات وبعضها موجود في أمريكا وتركيا، ومما سهّل الجمع بينهم-كما تقول– هو الهدف الإنساني للمشروع.

وأعربت محدثتنا عن أملها بتوسع خدمات المشروع من خلال زيادة الجهات الداعمة له وزيادة المبلغ الشهري الذي تقدمه كل جهة لتغطية حالات أكثر، ورفع سقف استقبال العمليات لأكثر من ١٠٠٠ دينار، آملة-كما تقول- أن يرتقي الصندوق ويستمر بعمله ليصبح بديلاً قوياً عن الجهات التي قد تتوقف في أي لحظة عن دعم الملف الطبي.

ترك تعليق

التعليق