سوريان يفوزان بمسابقة تصوير لأحداث يوم الانقلاب في تركيا


الخامس عشر من تموز هذا العام، هو يوم الانقلاب الفاشل في تركيا، والذي شكل علامة فارقة في تاريخها الحديث، نزل فيه الأتراك وغيرهم من المقيمين إلى الشوارع، ليرصدوا هذه الأحداث ويوثقوها ويعبروا عن موقفهم الرافض للانقلاب، ومنهم الشاب محمد البانياسي، السوري المقيم في اسطنبول، والذي يعمل في السوشال ميديا، إضافة إلى أنه مصور محترف يصور الفوتغراف والتقارير الإخبارية.

محمد يروي لـ "اقتصاد" قصة التقاطه لبعض الصور يوم الانقلاب، ويؤكد أن شغفه لتصوير هذه اللحظات التاريخية كان الدافع لنزوله والتي ذكرته بأجواء الثورة السورية مع أصوات التكبيرات وكيف نزل الشعب التركي للدفاع عن الديمقراطية.

وأكثر ما لفت انتباه محمد هو مشهد الآباء الذين اصطحبوا أطفالهم لترسيخ هذه اللحظات والقيم في عقولهم.


يقدر محمد عدد الصور التي التقطها خلال تلك الحادثة بـ 2000 صورة ، أبرزها كانت لفتاة صغيرة تلتحف علم تركيا تتربع على كتف والدها الذي يحمل العلم، وينظران للمستقبل، أحس أن هذه الصورة سيكون لها شأن.


وشاء القدر بعدها أن يتعرف محمد إلى مسابقة تصوير لأكثر الصور تأثيراً يوم الانقلاب، من خلال إعلان في الطريق، وبسبب عدم تمكن محمد بعد من إجادة اللغة التركية، أرسل الصورة لصديقه الذي أخبره بأنها مسابقة للصور التي تم التقاطها يوم 15 تموز، أسرع إلى المنزل ودخل إلى موقع المسابقة على الانترنت واطلع على الشروط ومنها أن يضع عنواناً للصور وأن يذكر مكان التقاط الصورة.


 شارك محمد بأربع صور، ثلاثة منها في ساحة تقسيم والرابعة في ساحة حي الفاتح، وبعد انتهاء فترة إرسال الصور، أعلنوا النتائج على الصفحة الخاصة بالمسابقة ليجد اسمه من ضمن الفائزين بمجموعة  الـ 50 صورة، وبعد يومين اتصلوا به، وأخبروه بأنه فاز بالمسابقة، ودعوه لحضور حفل تكريمي للفائزين.

تعجب محمد من أن يفوز بجائزة تخص بلداً ليس بلده يعيش فيه كضيف مقيم، وهذا يدل على الشفافية والقدرة على التعايش والاستفادة من خبرات الآخرين، الأمر الذي يناقض ما عاشه في سوريا قبل الثورة، حيث كل عمل يحتاج إلى واسطة.


أما الشاب السوري، علاء خويلد، الذي عمل في سوريا مصوراً لوكالة رويترز مدة 3 سنوات أثناء الثورة، ثم أصيب وخرج لتركيا للعلاج، فيحكي قصته لـ "اقتصاد" مع التصوير يوم الانقلاب، التي بدأت يوم الجمعة الساعة العاشرة وخمس دقائق، حينما أنزلهم جيش الانقلاب من المواصلات العامة ليخبرهم أنه سيطر على الحكم فسادت حالة من الرعب فأخذ يمشي ويلتقط الصور حتى وصل بيته القريب للمطار، وصوّر محاولة انقضاض الطيران الحربي الأخير على المطار.

وبدأ في اليوم التالي التقاط الصور منذ الثامنة صباحاً، ليُصوّر تجمعات الناس لحين وصل جامع الفاتح، الذي كان نقطة استراحة للمتظاهرين، وهنا استوقفه مشهد أب تركي معه أولاده الثلاثة توشحت أكتافهم بعلم تركيا، وكأنهم حملوا همّ الوطن، التقط صوره لهذا الموقف وكانت مؤثرة لأن معناها أقوى من الصور التي عرضت أشخاص تحت الدبابة وغيرها، ولكن صورة الوالد مع أبنائه كان لها تأثير بعد الانقلاب ومعناها مستمر، حسب وصف علاء.

عرف عن مسابقة التصوير من صديقه واشترك بها، مشيراً الى أن تعبئة استمارة الاشتراك ليس سهلاً، وكثيرين تم رفض استماراتهم، ومن ثم أرسل له صديقه محمد البانياسي، يخبره أنهما، هما الاثنين، من الفائزين في المسابقة من فئة الـ 50 صورة.
 
عبّر علاء ومحمد عن فرحتهما الغامرة كونهما السوريين الوحيدين اللذين حازا الجائزة التي هي عبارة عن شهادة تكريمية من بلدية كوتشك شكمجي في اسطنبول ومبلغ رمزي، بالإضافة إلى الامتنان الذي ابداه الأتراك لكليهما، على توثيقهما ذلك اليوم.


 ويأمل علاء خويلد ومحمد البانياسي، أن ينالا الجائزة الكبرى بتصويرهما لحظات انتصار ثورتنا المباركة.


ترك تعليق

التعليق