بعد تعثر "ملحمة حلب الكبرى".. الغلاء يسجل أرقاماً قياسية وتحذيرات من مجاعة في الأحياء المحاصرة


 انعكس تعثر "ملحمة حلب الكبرى"، والتقدم الحاصل لقوات النظام غرب المدينة، على أسعار السلع الغذائية والمحروقات ارتفاعاً في أحياء حلب الشرقية، إذ سجلت معظم الأسعار فيها أرقاماً غير مسبوقة خلال اليومين الأخيرين، في حين حذرت الأمم المتحدة أمس السبت، من احتمال حدوث مجاعة لأول مرة في تاريخ المدينة.

 ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار كمؤشر على تخوف نحو 300 ألف مدني من أن تطول مدة الحصار الذي تضربه قوات النظام والميليشيات المساندة لها على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، سيما وأن الحديث عن احتمالية فك الحصار يبدو أنه صار مستبعداً في الوقت الراهن، على أقل تقدير.

وأكد نشطاء أن أسعار السلع الحالية تضاعفت، مقارنة بالأسعار التي كانت رائجة قبل حوالي أسبوع من الآن، وأرجع الإعلامي عبيدة بعاج ذلك إلى إعادة احتكار بعض تجار المدينة للسلع، وذلك بعد طرحها في الأسواق من قبلهم، بالتزامن مع التقدم الأخير لقوات المعارضة.

وأوضح بعاج في حديث لـ"اقتصاد"، "قبل بدء ملحمة حلب كانت الأسعار مرتفعة نسبياً، لكن وبعد تقدم المعارضة وسيطرتها على منيان، وضاحية الأسد وغيرها، صارت السلع متوفرة، وبأسعار مقبولة"، مضيفاً "غير أن هذا المشهد اليوم ذهب تدريجياً، وخصوصاً بعد خسارة المعارضة للمناطق التي سيطروا عليها مؤخراً، والتي كانت ستمهد لكسر الحصار".

 وبالرغم من عدم إعلان المعارضة عن توقف المعركة، إلا أنه لا يبدو أن حمى ارتفاع الأسعار ستتوقف على المدى المنظور، طالما أن الأنباء التي تحملها ساحات المعارك "ليست في صالح المعارضة".

الناشط الإعلامي ماهر أبو الوليد أعرب عن توجسه البالغ حيال ارتفاع أسعار السلع "الساعيّ" الذي تشهده أسواق المدينة، وأوضح في هذا الصدد مفصلاً، "خلال يومين وصل سعر كيلو اللحم (الغنم) الواحد إلى 20 ألف ليرة سورية، بعد أن كان سعره بحدود 12 ألف ليرة سورية، بينما قفز سعر كيلو الرز الواحد من 180 ليرة إلى 350 ليرة سورية في غضون يومين، وكذلك الأمر بالنسبة للمحروقات، والمواد الغذائية أيضاً".

 وتابع أبو الوليد في تصريحات لـ"اقتصاد"، "الوضع يزداد صعوبة بشكل يومي، والمدينة مقبلة على كارثة إن لم يتم تدارك الأمر".

 وعلى صعيد متصل حمّل نشطاء من المدينة فصائل المعارضة، المسؤولية الكاملة وراء احتكار غالبية تجار المدينة للسلع الضرورية، متهمينها بـ"اللامبالاة" إزاء ما يعانيه سكان المدينة، غير أن نشطاء آخرين رفضوا اتهام المعارضة بالتقصير، وذلك بسبب انشغالهم بمتابعة الشق العسكري، على حد تقديرهم.

 من جهته وصف نائب رئيس المجلس المحلي زكريا أمينو أوضاع الأحياء الشرقية بـ"الكارثية"، وأشار في تصريحات لـ"اقتصاد"، إلى تركيز عمل المجلس المحلي على متابعة أمور الخبز، وتوزيعه على الأحياء، منذ بدأ الحصار وللآن.

 ورأى أمينو أنه "من الطبيعي" أن ترتفع الأسعار، بعد فقدان الأمل –جزئياً- بفك الحصار عن المدينة، مستدركاً "لكن الأمل بالله أولاً ومن ثم بالثوار ثانياً لن يتزحزح".

ترك تعليق

التعليق