"الجلطة" قاتلة في التل.. حيث لا إسعاف أو معدات طبية


على أحد أسرّة مشفى الزهراء في مدينة التل، بريف دمشق، بدا الشاب "حامد صالح" مستلقياً على سرير معدني بعد إصابته بجلطة قلبية مفاجئة، وبدا ذووه حوله في حالة من الحزن واللوعة عاجزين عن فعل أي شيء، في ظل افتقار المشفى لجهاز قسطرة، وعندما قرروا نقله إلى مشفى آخر في دمشق تأخرت سيارة الإسعاف الوحيدة أكثر من ساعة ونصف، ففارق مريضهم الحياة.
 
الشاب حامد، هو واحد من خمسة مرضى توفوا في أسبوع واحد نتيجة إصابتهم بجلطات مختلفة وافتقار المشفى الوحيد في المدينة المحاصرة إلى أجهزة طبية وسيارات إسعاف، وعدم توفر المعدات اللازمة والنقص الحاد في الكوادر الطبية.

 وقال الناشط "خالد الرفاعي" لـ"اقتصاد"، إن مشفى الزهراء الخاص الذي افتتح قبل حوالي 16 عاماً كان بسعة 100 سرير وكان المشفى مهيّئاً ليخدم أهالي منطقة التل والمراكز المرتبطة بها من حيث الارتباط الإداري، حين كان عدد السكان لا يتجاوز الـ 200 ألف نسمة، ومع الوقت تم توفير كافة الكوادر الطبية والفنية والأجهزة المتميزة لكافة التخصصات الطبية وذلك بهدف إنهاء معاناة الأهالي من مراجعة المستشفيات الأخرى والمشقة والتعب والمراجعات.

 ولكن فرحة الأهالي-كما يؤكد محدثنا- لم تكتمل في سنة 2012، إذ نُهبت الأجهزة والمعدات من قبل قوات النظام لدى اقتحامها للمدينة وخروجها منها بعد عدة أشهر، وبات المشفى يفتقر أيضاً للكوادر الطبية الكافية مما اضطر الأهالي لتحويل مرضاهم إلى مستشفيات دمشق، ومما زاد الأمر صعوبة حالة الحصار التي تعانيها مدينة التل وانتشار الحواجز وبات المريض يحتاج إلى ساعة للوصول إلى أقرب مشفى في حال توفرت سيارة الإسعاف.
 
ولفت الناشط الرفاعي إلى أنه "يوجد مشفى ثانٍ وهو مشفى التل والذي هو بالأساس ملك لأهالي التل، بُني بأموالهم وسواعدهم قبل أكثر من نصف قرن، واستُولي عليه من قبل النظام فترة حكم حافظ الأسد، ليتم تحويله إلى مشفى عسكري".
 
ولفت محدثنا إلى أن مشفى الزهراء الوحيد في المدينة بحاجة لإعادة تأهيل شاملة في الأجهزة الطبية والمعدات والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف وإلى توسيع في بنيته، فالمشفى بُني ليغطي الاحتياجات الطبية لـ 200 ألف شخص، أما الآن وفي ظروف النزوح، أصبح عدد السكان أكثر من مليون نسمة.
 
وتفتقر البلدات الموجودة في منطقة التل والمحيطة بها إلى وجود أي مشفى.

 وكان أهالي هذه البلدات يستفيدون من مشفى الزهراء ومشفى الحسن، ومع تدمير مشفى الحسن عام 2012 من قبل النظام وسرقة معدات وأجهزة مشفى الزهراء ومحاصرة المدينة بحواجز النظام وتحويلها لخزان بشري يستخدمها النظام كورقة ضغط على الجيش الحر لمنع فتح أي معركة، لم يعد من السهولة الذهاب إلى دمشق التي لا تبعد سوى 10 كيلو عن المدينة، فالحواجز والحصار ووضع بعض الأهالي والضيوف، وخوفهم من خطورة مرورهم على الحواجز، جعلت الأوضاع الصحية للكثير من المصابين والجرحى في منتهى السوء والتردي.
 
وناشد ناشطون في المدينة جمعية الهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والداعمين وأصحاب الأموال المغتربين من أبناء المدينة وضيوفها، بتشكيل صندوق دعم للمشفى والتواصل مع أي جهة تقدم الأجهزة والمعدات اللازمة لخدمة السكان، مطالبين بضرورة افتتاح مشفى طوارئ إضافي لخدمة الحالات الطارئة.


ترك تعليق

التعليق