مخيم خان الشيح.. مفاوضات سرية ووضع إنساني في غاية السوء


أكدت مصادر مطلعة لـ "اقتصاد" وجود مفاوضات تجريها فصائل المعارضة مع النظام في مخيم خان الشيح بعد حملة شرسة شنتها قوات النظام على المنطقة منذ أكثر من شهر.

وخلال الحملة تمكن النظام من إحكام القبضة على بلدة الديرخبية القريبة من خان الشيح كما استطاع بعد  السيطرة على كتيبة المهجورة الواقعة بين المخيم وبلدة زاكية - طريق الإمداد الأخير - من الفصل بين المنطقتين نهائياً، بعد فصله بينهما نارياً.

وقال "نذير عمر"، وهو ناشط صحفي من داخل المنطقة، إن مفاوضات تجري الآن بين وفد الثوار ووفد النظام حول التسوية أو الخروج من الخان أو استمرار الحرب.

وكانت تقارير إعلامية أكدت موافقة الطرفين على اتفاق ينص على خروج المقاتلين وعائلاتهم إلى محافظة إدلب ، لكن "نذير" أكد أن المفاوضات لم تنته بعد،  مضيفا أنه: "لم يظهر شيء للعيان حتى اللحظة".

وتابع "نذير": "أبرز التسريبات حول موافقة الفصائل على الخروج ولكن بشروط".

ووفقاً لنفس المصدر عرض الثوار الخروج إلى درعا ولكن النظام رفض هذا العرض مصراً على تحديد الوجهة نحو محافظة إدلب.

وتوقع المصدر سيناريو الخروج إلى إدلب نظراً للضغوط الميدانية والمعيشية التي يتعرض لها الخان حيث تشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً أدى لدخول قوات النظام في عمق خان الشيح والسيطرة على مقرات للثوار بعد معارك شرسة.

وفي الأيام الماضية سقطت مئات البراميل على خان الشيح.

وقال "نذير": "اليوم مثلاً - الأحد - سقط أكثر من 35 برميلاً إضافة لصواريخ الفيل والقصف المدفعي".

من جانبه، قال "محمود المصري"، عضو تنسيقية زاكية، إن وفداً من ثوار خان الشيح تقابل مع نظيره من جهة النظام للتفاوض حول الوضع في المنطقة.

وقال المصري: "نحن موجودون في زاكية وبالتأكيد أن الوفد لا يصرح لنا حول نتيجة المفاوضات".

وحاول "اقتصاد" التواصل مع الوفد المفاوض للحصول على معلومات حول ملف المفاوضات ولكن دون جدوى.

وقال "نذير عمر" إن الجميع ممن لهم علاقة بهذا الأمر يرفضون التصريح بشيء حول موضوع المفاوضات.

وقال أحد الأهالي من داخل بلدة الكسوة إن الوضع في المنطقة بشكل عام غير واضح على الإطلاق.

وأضاف "أبو العز"، وهو من سكان خان الشيح، أن هناك معلومات حول تأجيل المفاوضات سببه مماطلة الثوار متوقعاً الخروج إلى الشمال السوري في نهاية المطاف كما حصل مع مقاتلي داريا والهامة والمعضمية.

بدورها قالت وكالة "أنباء فارس" الإيرانية، الناطقة بالعربية، إن عدداً من الاجتماعات عقدت بين قيادة العمليات العسكرية في المنطقة الجنوبية لدمشق، التابعة للنظام، وبين ممثلين عن فصائل المعارضة، بهدف إخلاء مناطق "خان الشيح – زاكية – مقيليبة- الطيبة – الحسينية – مزارع الكسوة الشرقية"، متوقعة أن يتم تطبيق الاتفاق خلال يوم الأحد، إذا لم يستجد أي طارئ، حسب وصف الوكالة.

وأضافت الوكالة شبه الرسمية أن نقطة الخلاف المتبقية بين المعارضة وممثلي النظام، تتمثل بالمنطقة التي سيتم إخراجهم إليها، بعد تسليم الأسلحة والعتاد الثقيل، وكل مستودعات الذخيرة، إضافة إلى خرائط حقول الألغام التي كانت فصائل المعارضة قد زرعتها في محيط المناطق المذكورة، حسب وصف الوكالة.

ويعيش في خان الشيح قرابة 13 ألف مدني ومئات المقاتلين الذين يرابطون على أطراف المنطقة.

وتعتبر خان الشيح منطقة محاصرة تماماً، إذ لم يعد لها منفذ على الإطلاق في وقت يتحدث فيه نشطاء عن نفاد للمواد الأساسية وارتفاع ملحوظ في الأسعار.

وﻳﻌﺎﻧﻲ أهالي المخيم من تبعات الحصار، وانعدام فرص العمل.

ولا يوجد أي مصدر رزق لكثير من العائلات، سوى بعض المساعدات التي كانت تصل – أحياناً – كل شهر أو شهرين، من بعض الجهات الإغاثية والمدنية في المنطقة.

وأحكم النظام طوقاً أمنياً حول المخيم مغلقاً جميع المنافذ الأمر الذي يزيد الوضع الإنساني سوءاً.

وكانت تقارير صحفية أكدت عدم وجود ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟمخيم، موضحة أنه لا يوجد أي فرن، كما أن الصيدلية الوحيدة إن دخلتها ستجدها خالية، باستثناء بعض المسكنات، إضافة إلى استحالة إدخال المواد وارتفاع الأسعار بشكل كبير.




ترك تعليق

التعليق