"أبو فادي".. بائع القهوة في إدلب، الذي أنقذ نفسه من العوز
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 03 تشرين الثاني 2016 --
- 0 تعليقات
ينهمك في تحضير فنجان من القهوة لأحد زبائنه المخضرمين، بينما يعبر المارون أمام بسطته الصغيرة ملقين التحية بوجوه مبتسمة ناضحة بالحياة.
لم يتذكر "أبو فادي" تاريخاً محدداً لانطلاقته التي جعلته وجهاً مألوفاً في شارع الجلاء بمدينة إدلب، "أعتقد أنني بدأت هذه المهنة منذ أربع سنوات أو ربما خمس"، يتحدث صاحبنا بينما يتقاضى مبلغ 75 ليرة ثمناً لفنجان القهوة من زبونه.
لسنوات عديدة عمل الكهل الستيني الذي بدت الغضون على وجهه، سائقاً لإحدى سيارات الأجرة، ظروف الحياة الصعبة جعلته يبدل مهنته متعاطياً مع مهنة أخرى، "أقل كلفة وأمشى للحال"، كما يصرح "أبو فادي".
"بسبب ندرة الركاب وارتفاع أسعار الوقود بعت سيارتي التاكسي، صرفت ثمنها في ظل الأزمة، وعندما احتجت للمال قمت بشراء حافظتين للماء الساخن وفناجين بلاستيكية ومشروبات، كلفتني هذه العملية ثمانية آلاف ليرة فقط".
تنتشر مهنة بيع المشروبات الساخنة في معظم شوراع مدينة إدلب المزدحمة بالمارة والمحلات التجارية، نظراً لكونها غير مكلفة وسهلة وبسيطة.
يقول "أبو فادي": "كل شخص فينا يستطيع تحضير المشروبات الساخنة، إنها عملية بسيطة، لذلك كثر العمل في هذه المهنة".
يقدم "أبو فادي" القهوة والشاي والكابتشينو، ويمتلك الرجل قدرة على استجلاب الزبائن وترويج بضاعته.
ويعتقد أن عمله في هذه المهنة يبعده عن العوز واستجداء الناس، "أدبر حالي وأكسب مصروف بيتي من وراء أكواب القهوة والشاي، هذا أفضل من سؤال الناس"، يصرح "أبو فادي".
وحول تسعيرة المشروبات التي يبيعها، يقول الرجل: "أبيع القهوة بـ 75 ليرة، الشاي 75 ليرة، الكابتشينو 100 ليرة".
التعليق