ريف حمص.. الأمم المتحدة تقدم مولدات كهربائية بدون وقود!


قدمت المنظمات الدولية، بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، هذا العام، عدداً من المولدات الكهربائية الحديثة جداً، لتشغيل عدد من آبار مياه الشرب في بلدات ومدن ريف حمص الشمالي المحاصر، والمتوقفة عن العمل منذ 3 سنوات نتيجة قطع النظام التيار الكهربائي عن 90% من سكان الريف الحمصي المحاصر.

وأفاد مراسل "اقتصاد" في حمص، أن فرق الطوارئ  بالهلال الأحمر السوري -فرع حمص-، بالتعاون مع عدة منظمات دولية، تمكنت خلال هذا العام من إدخال عدد لا بأس به من المولدات الكهربائية، باستطاعات متعددة، تعمل على الديزل (المازوت)، بهدف تشغيل آبار مياه الشرب، وتأمين مياه شرب نقية للسكان المحاصرين.


وأكد مراسل "اقتصاد"، من خلال جولة ميدانية له بريف حمص الشمالي، أن بعض الآبار، والتي كانت تعمل سابقاً على الطاقة الكهربائية، متوقفة عن العمل منذ قرابة ثلاث سنوات، وتعد هذه المولدات هدية قيّمة من منظمات الإغاثة العالمية، إلا أن معظمها بقي دون تشغيل بسبب عدم قيام المنظمات الأممية بإدخال مادة "الديزل"، اللازمة لتشغيل المولدات المذكورة، أثناء إدخالها لقوافل المساعدات لبلدات ريف حمص المحاصرة.

كانت المنظمات الدولية قد تمكنت من إدخال "المازوت" إلى حي الوعر بمدينة حمص، لكن بكميات محدودة.

1.5 مليون ليرة ثمن المازوت

وقال أحد المشرفين على تشغيل آبار مياه الشرب، بإحدى مناطق ريف حمص الشمالي، ويدعى "أبو أحمد": "ما فائدة مولدات الكهرباء إذا لم يتم تأمين الوقود اللازم لتشغيلها؟"، مضيفاً في حديث لـ "اقتصاد" أن بعض المولدات المرسلة من الأمم المتحدة تستهلك 15 لتراً من المازوت في الساعة الواحدة، وإذا تم تشغيلها 6 ساعات باليوم، فهذا يعني أنها بحاجة لـ 90 لتراً يومياً، وقرابة 3000 لتر شهراً، ثمنها بالريف المحاصر، إن توفرت، لا تقل عن (1.5 مليون) ليرة شهرياً.

ونوه "أبو أحمد" إلى أن أسعار مادة المازوت بريف حمص الشمالي، غير ثابتة، وتصل أحياناً إلى أكثر من ألف ليرة للتر الواحد، كما حصل في الربع الأول من العام الحالي.

"المحلية" و"الجمعيات" عاجزة عن التمويل

وأكد "أبو أحمد" أن المجالس المحلية والجمعيات الخيرية بالمناطق المحاصرة من قبل النظام وميليشياته الطائفية، أصبحت الآن عاجزة تماماً عن تأمين النقود اللازمة لتشغيل آبار مياه الشرب على مادة "الديزل"، بسبب كلفته الباهظة، مضيفاً أن بعض البلدات والمدن الكبيرة مثل "الرستن"، "تلبيسة"، "الحولة"، بحاجة لتشغيل 3 آبار أو أكثر، بوقت واحد، وبشكل يومي، لتأمين مياه الشرب بكميات محدودة جداً، وهذا يعني بأن كل مدينة من المدن المذكورة بحاجة إلى 5 ملايين ليرة كحد أدنى ثمناً للمازوت فقط، دون ذكر الزيوت المعدنية وأجور الصيانة واليد العاملة.

وتمنى "أبو أحمد"، من الهلال الأحمر السوري، ومكاتب المنظمات الدولية في سوريا، أن يسعوا جاهدين لإدخال الوقود اللازم لتشغيل مولداتهم الكهربائية، التي أدخلوها للريف المحاصر هذا العام.

ترك تعليق

التعليق