مناشدات.. الأمطار تُغرق خيم نازحين في ريف اللاذقية وإدلب


تعرضت المخيمات في ريف اللاذقية، وريف إدلب الغربي، إلى عاصفة قوية وأمطار كثيفة، وهي ما تزال حديثة العهد، ينقصها الكثير، لتكون جاهزة لاستقبال الشتاء.

وأصبحت الطرق الموصلة إلى المخيمات غير صالحة للسير عليها لأنها طينية غير معبدة.

والخيم صيفية، تمزق الكثير منها، ودخلت المياه الغزيرة إلى معظم الخيم غير القابلة للسكن في الأجواء العاصفة والمطرية، وتعرض بعضها للاقتلاع.
 
تضم المخيمات بضعة آلاف من سكان ريف اللاذقية، الذين نزحوا إليها بعد الهجمة الشرسة في نهاية العام الماضي.

ويتوقع الأهالي صعوبات كبيرة خلال الأيام القادمة.

 وقد عبّر "أبو فؤاد"، من مخيمات عين البيضا، لـ "اقتصاد"، عن قلقه من قدوم الشتاء المبكر، مع عدم جاهزية الخيم لتحمل الأمطار والثلوج، وعدم توفر وقود التدفئة، بالإضافة إلى أسعاره المرتفعة إن وجد، والتي تفوق مقدرتهم على الشراء.

وأشار إلى أن الأحطاب أصبحت نادرة، بعد استهلاك الغابات بالقطع بالجائر، والحرائق خلال السنوات الماضية، وأكد أن إدارة المخيمات تقوم بما عليها، وتسعى لتأمين احتياجات الناس، ولكن الأمر أكبر من طاقتها، ويحتاج إلى تدخل دول، وليس منظمات محدودة الإمكانات.

شتاء قاس

الشتاء أصبح على الأبواب، وتؤكد مراكز الأرصاد الجوية أنه سيكون قاسياً، هذا العام، ووصل البرد مبكراً، ويخشى القائمون على المخيمات من عدم صمود الخيم خلال الأيام القادمة، مع قدوم العواصف، على غير العادة، في هذا الوقت من السنة.

مناشدة

واشتكى عبد الجبار خليل، مدير مخيم البنيان المرصوص بريف إدلب الغربي، من نقص كبير في عدد الخيام الشتوية، والمعاناة التي قد يتسبب بها هطول الأمطار لساكني الخيم المقامة في البساتين وبين الأشجار.

ودعا المنظمات الخيرية والإغاثية لتقديم ما أمكن من وقود وخيام وتأمين الخدمات للمخيم استعداداً للشتاء ولا سيما تعبيد أرضية الخيام وساحاتها تجنباً للوحول والانجراف.

 وبدا خليل متخوفاً من حجم تضرر الخيام وغمرها بالمياه جراء الأمطار التي بدأت تتساقط بغزارة اعتباراً من مساء يوم الاثنين، وهو ما حصل حيث غُمرت كثير من الخيم حتى مساء الثلاثاء.

بدورهم، سكان المخيمات، ناشدوا المجتمع الدولي القيام بواجبه، لتأهيل المخيمات وتجهيزها لتقيهم برد الشتاء، وتأمين الطرقات إليها وتعبيدها لعدم وجود أماكن للسكن، لاكتظاظ كل القرى القريبة بالنازحين، وحتى محافظة إدلب التي يقطنها عدد كبير من اللاجئين، من كل المحافظات الأخرى.

يلقي النازحون اللوم في وضعهم المأساوي، وفقاً لتعبير "خالد محمد"، على المجتمع الدولي، الذي لم يؤمن الغطاء الجوي لمناطقهم، لحمايتهم من القصف والتدمير، وكذلك التغاضي عن جرائم النظام، واستباحته لدم الشعب السوري، وإجبارهم على النزوح، مع سياسة التهجير الممنهج التي اتبعها، لإجراء تغييرات ديموغرافية في ريف اللاذقية، والمناطق الأخرى.

وبدوره، ناشد المجلس المحلي في ريف اللاذقية المنتخب حديثاً، بضرورة الإسراع بالعمل لإيجاد حلول مناسبة، بالتعاون مع الدفاع المدني المحدود الإمكانية أصلاً، وطالب المجتمع لدولي والمنظمات الإنسانية بالإسراع لتقديم الخيم الصالحة للسكن الشتوي، مع المستلزمات الضرورية للوقاية من البرد.

ترك تعليق

التعليق