التعليم في اللاذقية.. حينما تخاف مديرية التربية من أقارب بعض المدرسين


يعيش أبناء اللاذقية ريفاً ومدينةً، حالة قلق كبيرة على مستقبل أبنائهم جراء تراجع مستوى التعليم بشكل كبير هذا العام، ويتحدثون عن مشاكل لا حصر لها وصعوبات ومعوقات تقف عائقاً قوياً في وجه العملية التربوية في المحافظة.

"رغم أن المستوى التعليمي لم يكن جيداً فيما مضى إلا أنه ازداد رداءةً في السنوات الأخيرة وصلت ذروتها هذا العام، انحدار مستوى التعليم بمدينة اللاذقية، بات الشغل الشاغل لأبنائها، وحديث العامة"، حسب قول المعلم "حسيب"، الذي أضاف "رغم أن مستوى التعليم يتراجع بعموم المحافظة، إلا أنه في الأرياف يزداد حتى يصل مستوى الخطورة، ويبقى أفضل نسبياً في مراكز المدن".

توزيع المعلمين

ومن أسباب تراجع المستوى التعليمي في مدارس المحافظة تكدس أعداد كبيرة من المعلمين في مدارس المدن، تفوق احتياجاتها عدة مرات، فيما تخلو مدارس عدة في الريف من المعلمين أو تشهد نقصاً كبيراً بأعدادهم.

ففي قرية "حرف متور" لم يداوم حتى ساعة إعداد هذه المادة أي معلم في مدرستها رغم مراجعة الأهالي لمديرية التربية والمحافظ بخصوص الأمر، مما يضطر الطلاب للتوجه لمدارس القرى المجاورة والتي يبعد أقربها 5 كيلومترات.

وعلى الجانب الآخر هناك 132 معلماً ومعلمة على ملاك مدرسة قرية بستان الباشا الواقعة بين مدينتي جبلة والقرداحة رغم أنها لا تستوعب سوى 27 منهم.

وتتحدث صفحة أخبار جبلة عن سبب وجود هذا العدد الكبير من المعلمين في هذه المدرسة إذ أن غالبيتهم تم فرضهم عليها باعتبارهم أقرباء لضباط كبار في جيش وأمن النظام.

 وأضافت الصفحة "رغم ذلك لا يداوم في المدرسة أكثر من 10 معلمين، لا يفون بالحاجة ويبقى غالبية الطلاب بباحة المدرسة نظراً لتغيب المعلمين".

عجز مديرية التربية

وقال راجح مهنا وهو من أبناء القرية إن سلطات المحافظة تعجز عن ضبط المدرسة وإلزام المعلمين بالدوام نظراً للخوف من سلطة أقارب المعلمين فيها، وأشار إلى أنه سبق لمديرية التربية أن فرضت عقوبة بحق إحدى معلمات اللغة الإنكليزية فيها، فكان أن تم معاقبة الموجّه الذي طلب فرض العقوبة.

ويرى مسؤول في مديرية تربية اللاذقية، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المديرية تقف عاجزة عن ضبط دوام المعلمين في المدارس لادعاء غالبيتهم المشاركة بقتال "الإرهابيين"، الأمر الذي يمنع المديرية من اتخاذ عقوبات رادعة بحقهم، لكنه يرى أنهم لا يفعلون ذلك، ويتخذون هذا الادعاء ذريعة للتهرب من الدوام.

ووجد كثير من تلاميذ المدارس بتسيب المعلمين فرصة سانحة للتهرب من الدراسة والتغيب عن المدارس، في ظل غياب أرباب الأسر عن منازلهم لوجودهم في قوات جيش النظام وميليشياته.

وكانت منظمة "يونسيف" وجهت كتاباً لوزارة تربية النظام تحذر فيه من تراجع مستوى التعليم في الساحل السوري، وكان ذلك تقييماً للعام الدراسي الماضي، ويرى متابعون أن المنظمة ستلاحظ تراجعاً أكبر إذا ما أجرت تقييماً للأيام الخمسين الأولى من العام الدراسي الحالي.

مظاهر أخرى

وفي امتحان أجرته ثانوية المتفوقين للطلاب المتقدمين إليها بداية العام الدراسي الحالي ممن حصلوا على علامات مرتفعة في الشهادة الإعدادية، تبين أن مستوى 90% من الطلاب المتقدمين لا يحقق الشروط المطلوبة مما يدل على أنهم حصلوا على علامات مرتفعة بطريقة الغش والتزوير، و"الأمر ينسحب على الشهادة الثانوية"، حسب شبكة "أخبار اللاذقية".

وتتحدث شبكات إعلام موالية للنظام عن حالة تخبط تربوي شامل في المحافظة لم يتمكن مدير التربية الجديد من ضبطها رغم تواصله المستمر على صفحات الـ "فيسبوك"، مع الأهالي وشكاويهم.

وكانت وزارة التربية أعفت مدير التربية السابق من منصبه بداية العام الدراسي الحالي وأحالته إلى هيئة الرقابة والتفتيش بتهم فساد وسرقة.

يضاف إلى ما ذكر التأخير بتسليم الكتب للطلاب، وتسليم البعض كتباً مستعملة مهترئة فقدت كثيراً من صفحاتها، وكذلك الازدحام الكبير للطلاب في مدارس مراكز المدن، الأمر الذي أرغم بعضها على التدريس على دفعتين صباحية ومسائية.


ترك تعليق

التعليق