"اقتصاد" يرصد تجربة "مركز تمكين المرأة" في مخيمات أطمة


تُعبر السيدة "أم محمود" عن سعادتها للالتحاق بمركز "تمكين المرأة" في مخيم أطمه، حيث أصبحت قادرة الآن على إعانة أسرتها، من خلال احترافها لعمل الخياطة والتفصيل، مشيرة إلى أنّها تحصل على مدخول شهري يقرب من 40 ألف ليرة سورية، يسهم في تأمين المستلزمات الأساسية لأسرتها.

وتشير "أم محمود" إلى أنّ اتقانها للعمل، جاء عقب سماعها بالمركز داخل المخيم، فالتحقت به، وتفوقت في شتى المهن التي يقوم بتدريسها، والتي من بينها: "الخياطة، الرسم، التطريز، النسيج، قص الشعر، وغيرها"، إلا أنّها فضّلت الخياطة، وقامت بشراء ماكينتي "درزة" و"حبكة"؛ من أجل تلبية احتياجات نساء المخيم.

ولا يقتصر عمل مركز "تمكين المرأة" أو ما يعرف بـ"المركز النسائي" في المخيم على تعليم المرأة للمهن، ولكنه أيضاً يقوم بإعطاء النساء محاضرات توعوية حول مخاطر الزواج المبكر، وضرورة الإرضاع الطبيعي، وما إلى ذلك من أمور تُعنى بتثقيف المرأة.


في هذا الصدد، تقول المدربة في المركز "م، ر" لـ"اقتصاد" إنّ المركز يُقدم بالإضافة لتعليم المهن النسوية، تعليم محو الأمية، وقراءة القرآن، بالإضافة لجلسات توعية ضد العنف، ومهارات الحياة، ومهارات الحياة للآباء، بالإضافة لجلسات تُعنى بتنظيم الأسرة، وآلية تربية الطفل في بيئة آمنة.

وتُشير المدربة التي طلبت الترميز لاسمها -بسبب منع المنظمة التي تدعم المركز ظهور العاملين فيه عبر وسائل الإعلام- إلى أنّ المركز يستهدف الفتيات في المخيم من عمر 13 عاماً، فيما تكون محاضرات التوعية ضد العنف للفتيات من 25 عاماً، وما فوق.


وبحسب المدربة في المركز فإنّ إقبال الفتيات على المركز كبير، وفي حالة تزايد مستمر؛ كون الأهالي يشعرنّ بالأمان على فتياتهن في المركز، على اعتبار القائمات عليه من النساء، مشيرة إلى أنّ العدد اليومي للفتيات الملتحقات بالمركز يترواح ما بين 50 إلى 70 فتاة.

وتصرُّ "م،ر" على أن رسالة المدربات في المركز، هي مساعدة الفتيات على الولوج إلى سوق العمل، وتأمين الكفاف لعائلاتهم، والعمل على إرشادهم وتثقيفهم، منوهة بقيام عدد من المنظمات بالتعاقب على دعم المركز.

كما تتحدث المدربة في مركز "تمكين المرأة" في مخيم أطمه، عن إقامة 4 معارض مميزة للمتدربات في المركز، مشيرة إلى بيع عدد من القطع اليدوية للمتدربات خلال تلك المعارض، ومنوهة بتفوق ما نسبته 80% من فتيات المركز، في المهن التي قاموا بإتقانها فيه.


وبالرغم من الإسهامات الكبيرة لمركز "تمكين المرأة" في مخيم أطمه، إلا أنه يشتكي من قلة الدعم، والمزاجية في تقديمه، فضلاً عن عدم وجود آلية واضحة لاستمرارية الدعم من انقطاعه، إلا أنّ إصرار القائمات على المركز بالسير فيه نحو الأمام، بغض النظر عن الظروف المادية، يجعل الأمل باستمرارية تقديم العون للفتيات في المخيم لا ينقطع.

ترك تعليق

التعليق