كيف استقبلت "سرمين" مُهجّري "داريا"؟


لم يكن "سعيد" على دراية بالمصير المجهول الذي ينتظره عندما كان يركب الباص كغيره من مئات المقاتلين راحلاً نحو الشمال السوري.

الرحلة التي استمرت أربعاً وعشرين ساعة من مدينة معضمية الشام إلى مدينة سرمين، أنهكت "سعيد"، ابن داريا، الذي اصطحب معه إلى الوطن – المنفى، زوجته وطفله الصغير "علي".

يتحدث صاحبنا بعد يومين من استقراره في "سرمين" مبدياً سروره الكبير بحفاوة الاستقبال التي شهدها وما يزال في المنطقة الريفية القريبة من مدينة إدلب.


"نزلنا في قلعة المضيق - آخر محطات سيطرة النظام ثم توزعنا على شكل مجموعات إلى مناطق متنوعة مثل إدلب وحزانو وسرمين وأريحا وجبل الزاوية".

الباصات الـ 38 التي خرجت من معضمية الشام قرابة الحادية عشرة من ظهر الأربعاء وصلت إلى قرى ومدن إدلب في نفس التوقيت من فجر الخميس.

يضم كل باص 45 راكباً من أبناء داريا العالقين في المعضمية إضافة لمئات المقاتلين من أبناء مدينة الزيتون مع عائلاتهم.


يتابع "سعيد" خلال حديثه لـ "اقتصاد": "أهل الخير قدموا لنا بيوتهم والمنظمات الإنسانية توالت لتقديم الأغذية والوسائد والأغطية وغيرها من الخدمات".

سكن "سعيد" في بيت أحد الأهالي.

كان البيت جاهزاً لكن مطبخه في حاجة إلى سقف بسبب تعرضه للقصف في الماضي.

"أتى عناصر الدفاع المدني وساعدوني في صنع سقف من الشوادر كما قدموا لي الدعم اللازم من إصلاحات وتجهيز".


 75 أسرة في سرمين

يقول القائمون على رعاية الأسر الديارنة الذين استقروا في سرمين إن معظم الأسر وجدت بيوتاً جاهزة أو ساهم الدفاع المدني ومجلس سرمين في تجهيزها لهم.

ويوضح المجلس المحلي في المدينة أن 55 أسرة من أصل 75 وجدت بيوتاً في انتظار تجهيز بيوت لما تبقى من الأسر التي تقطن الآن في مراكز إيواء تابعة للمنطقة.

ويوضح أحد المهجرين أن خدمات عديدة قدمت لهم سواء من المنظمات الإنسانية أو مجلس سرمين أو أهالي المدينة الذين عاملوهم بحفاوة تستحق كل تقدير.

ويتابع "أبو بسام": "عاملونا كأننا أهلهم وأبناؤهم، إن أهل هذه المدينة طيبون ومحترمون للغاية".

ترك تعليق

التعليق