جدل حول تحرير الخبز.. النظام فعلها سابقاً، والفقراء يأكلون الوهم


تتفاعل منذ أيام قضية تحرير مادة الخبز على اعتبار أنها من خطوط النظام الحمر الاقتصادية التي تجاوزها أكثر من مرة، وجعل منها عتبة اقتصاده الكاذب التي ديس عليها من أزلامه قبل من يدّعي أنهم يحاصروه، وكان ذلك برفع السعر تارة، وبغش الطحينة بالمستوردة من إيران، وبصفقات القمح المسوّس أخيراً.

تحرير الخبز الذي يحاول النظام عبر مسؤوليه نفيه هو أصلاً قد تم تحريره منذ وقت عندما تم كسر سعره من 15 ليرة وصولاً إلى 50 ليرة، وبيعه بالسوق السوداء، واحتكاره من قبل أصحاب الأفران حتى الحكومية منها كما يحصل أمام أفران المزة الاحتياطية حيث تباع ربطة الخبر في الأزمات بـ 200 ليرة.

كالعادة.. نفي قبل القرار

النظام كعادته ينفي ما يتناقله الإعلام عير مؤسساته الرسمية التي لا تملك القرار، وهذا حصل في مواقف كثيرة وقرارات تم نفيها ثم أعلنت في اليوم الثاني، ومنها قرارات رفع الدعم عن المحروقات، والكثير من المواد الأساسية، وبدء العمل بفساد البطاقات البديلة كقسائم المازوت، وهذا كله من أجل زيادة حصة الفساد الذي يميز عمل تلك المؤسسات.

كاللصوص، سيرفع النظام الدعم عن الخبز، والمواطن الذي كان يجده ويدفع ثمنه غالياً سيركض وراءه حتى تتقطع أنفاسه فيما يقول وزير التجارة الداخلية للنظام، عبد الله الغربي، في خطاب النفي، أن "الحكومة حريصة كل الحرص على الاستمرار بتوفير جميع المستلزمات الأساسية من السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية للمواطنين بما فيها المواد المدعومة من قبل الدولة".

وهذا الكلام لا يعني النفي بالضرورة هو مجرد خطاب اعتاد النظام على تصديره للناس على أنه حرص عليهم وأنه لن يتخلى عن دعمهم لكن الوقائع كانت على عكس هذه التصريحات "الوطنية".

عقلنة الدعم.. هروب إلى الأمام

هذا المصطلح الذي أقرته حكومة الحلقي يعني أنه لا بد من إيقاف الدعم غير المدروس لقطاعات واسعة تصب في خدمة المواطن، وكأن النظام كان يدعم بلا حساب المواطن الذي لا يتجاوز راتبه حالياً 50 دولاراً، وفي الحد الأدنى للتعيين 30 دولاراً.

وكانت حكومة الحلقي قد أقرت هذا المبدأ من أجل قوننة ما يقدم للمواطن من البطاقة التموينية، وتبرير الزيادات اللامنطقية على أسعار الوقود، وترك الباب موارباً أمام زيادات التجار الذين هم من يتحكم في السوق ويحتكرون مقدرات البلد حتى في تلك المناطق التي يحكمونها.

القائمون على فكرة العقلنة والتحرير يدرسون تلك الأسر التي سيقدمون لها البديل المادي بعد تحرير أسعار كل المواد الأساسية بما فيها الخبز والمحروقات، ولم تجدِ بعد أية دراسة لتحديد هؤلاء، وفشلت الحكومات السابقة في ذلك الأمر الذي أدى إلى ترحيل هذا المقترح سنة وراء أخرى بينما يتم إقرار أسعار جديدة بعد منتصف الليل ليستيقظ المواطن على سعر جديد، أو سلعة مفقودة.

الفقراء نحو الهاوية.. سر

كعادتهم يهرعون إلى جمع أكبر قدر ممكن من الخبز تحسباً لحماقة النظام، وستجد الأفران طوابير كما في الفحامة وأفران العمارة، وأصحاب الأفران سيخبزون أقل من الكمية المعتادة لتضخيم الحال، وهذا ما سيسمح للأولاد الذين يعملون في هذا المجال، ببيع الخبر خارج الفرن بأسعار مضاعفة، وهذا جزء من دورة الفساد المتقنة للنظام وأعوانه.

الفقراء سيزدادون شقاء وأما الأغنياء فيأكلون الخبز الأبيض السياحي، وأما الشبيحة فينتزعون حصتهم من (رأس الكوم)، ويقومون بتنظيم طابور المتقاتلين للحصول على ربطة خبز.

ترك تعليق

التعليق