قرار جديد يمسّ خصوصيات اللاجئين في "مخيم سليمان شاه"


اكتملت فصول معاناة اللاجئين في "مخيم سليمان شاه"، مع إصدار قرار جديد من المتوقع أن يتم تطبيقه خلال الأيام القادمة، ويبدو هذا القرار مختلفاً عن غيره وأشد وقعاً وتأثيراً من أشكال المعاناة الأخرى، نظراً لأنه يمسّ خصوصيات اللاجئين وقيمهم الدينية وأعرافهم الاجتماعية التي تربوا عليها في بلادهم.

 وينص القرار على إسكان عائلتين أو أكثر في الخيمة ذاتها، دون وجود صلة رحم بينهما-كما أفاد ناشطون من داخل المخيم الواقع في منطقة تل أبيض على الحدود السورية التركية ويضم أكثر من 50 ألف لاجىء سوري- مؤكدين أن "هذا القرار سيشمل الخيم التي يتواجد فيها أقل من أربعة أو خمسة أشخاص فما دون بهدف إفراغ خيم وتخصيصها للاجئين جدد".
 


وأفاد الناشط أبو مهند أحد أبناء المخيم لـ"اقتصاد" أن القرار تم إذاعته في الجوامع وإبلاغ العائلات بمضمونه من قبل المخاتير الأتراك في كل حي، وينص على جمع العائلات مع بعضها البعض لتوفير خيم فارغة من أجل إسكان عائلات جديدة ستدخل المخيم.

 وأكد محدثنا أن العائلات التي ترفض القرار سيتم تهديدها بالطرد خارج المخيم، مشيراً إلى أن أهالي المخيم يرفضون القرار جملة وتفصيلاً لأنه يتنافى مع الشرع الإسلامي والأعراف والتقاليد الاجتماعية وخصوصيات حياتهم.

وأكد الناشط "أبو مهند" أن مخيم سليمان شاه يعاني أصلاً من الازدحام الكبير بسبب قلة الخيم الموجودة فيه مقارنة مع عدد القاطنين، ففي بعض الخيم بعيش أكثر من 10 أشخاص من عائلة واحدة.
 
ويبدو الوضع خارج المخيم أسوأ حالاً–بحسب محدثنا- إذ تعيش عشرات العائلات في خيم نصبوها ضمن الأراضي الزراعية الواقعة بالقرب من باب المخيم وأوضاعهم الإنسانية –كما يؤكد- سيئة للغاية.

 وأشار محدثنا إلى أن بعض العائلات كانت تقطن داخل خيم في كراج بلدية تل أبيض بشكل مؤقت ريثما يُسمح لهم بدخول المخيم، ولكنهم طُردوا منذ حوالي أربعة أشهر، وتم اقتلاع الخيم وعددها حوالي 400 خيمة فتشرّد سكانها وقسم منهم ذهب إلى مخيمات أخرى وقسم دخل المدن التركية ليستأجروا بيوتاً فيها بعد تأمين مصدر رزق لحياتهم.
 
وأكد الناشط أبو مهند الذي قدم إلى المخيم من إحدى المحافظات الشرقية العام الماضي أن مخيم سليمان شاه يختلف عن غيره من المخيمات وبخاصة بالنسبة للقرارات والقوانين المجحفة المطبقة فيه حيث ينص إحداها-كما يؤكد- على طرد اللاجىء من المخيم نهائياً في حال تغيب عنه أكثر من شهرين، بينما مخيم حران القريب لا يُطبق فيه هذا القرار، ويقتضي الخروج من المخيم أن يكون لدى اللاجىء إجازة مختومة من إدارة المخيم، ولا يسري هذا القرار على أيٍ من المخيمات التركية الأخرى، وألغيت فيما بعد إجازات الشهر والـ 15 يوم، وبقيت إجازات الأسبوع، حتى تحول المخيم إلى "أشبه بسجن كبير، بحسب وصف المصدر.

ولفت الناشط إلى تفاقم مشكلة النظافة في المخيم فسيارات النظافة لم تدخل إليه منذ أسبوع تقريباً مما أدى لتكدس النفايات بين الخيم وانتشار الروائح ويتخوف القاطنون من انتشار الأمراض والأوبئة جرّاء ذلك، علماً أن إدارة المخيم تمنع حرق القمامة، ويزعم القائمون على المخيم أن عقد شركة النظافة انتهى ولم يتم تجديده.


ويقع مخيم سليمان شاه في مدينة أقجقلة التركية التابعة لولاية أورفا ذات الأغلبية العربية والتركية، ويحتوي المخيم على 10 أحياء كل حي يحتوي كل منها على 400 خيمة، أي بمعدل 4000 خيمة وينقسم كل حي إلى أربع قطاعات أحمر وأخضر وأسود وأزرق وفي بداية المخيم يقع قسم للإدارة والجندرما وفي منتصفه مدرسة ومول للمخيم.

ترك تعليق

التعليق