صحافة النظام.. ليرات معدودة للصحفي والآلاف لرؤساء التحرير


يتحدث الصحفي  ( س ) عن الوضع المزري الذي وصل إليه الصحفيون في ظل نظام الأسد.

ويقول الصحفي الذي يعمل لدى إحدى صحف النظام، ولا يمكننا الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية، "أكبر مشكلة تعترض الصحفي اليوم هي البحث عن رغيف الخبز، لا يمكن لأحدنا بالراتب الحالي أن يعيش حياة كريمة".

وتبرز مشكلة الراتب بالنسبة للصحفيين كإحدى النتائج التي خلفها تدهور قيمة الليرة السورية.

ولأن النظام يعطي رواتب موظفيه بالليرة دون المقارنة بينها وبين سعر الدولار أصبح راتب الموظف لا يكفيه سوى للأيام الأولى من الشهر.

ويقول مصدرنا المذكور إن راتب الصحفي الذي يعمل في صحف تشرين أو الثورة أو البعث لا يصل إلى مائة دولار حيث يبلغ راتب الصحفي العريق الذي يعمل في صحيفته لأكثر من عشر سنوات أقل من 50 ألف ليرة.

ويتابع: "نحن نعمل بشكل متواصل وننشر مواد يومية ولا نتقاضى أكثر من مائة دولار التي يحصل عليها من يعمل في صحف المعارضة لقاء مادة أو مادتين عن طريق الاستكتاب".

وحول الاستكتاب في صحف النظام الذي يتسابق إليه الصحفيون الموظفون يقول ( س ) إن أكبر مبلغ يحصل عليه أي صحفي لا يتجاوز 600 ليرة سورية.

ويعتبر هذا الرقم قليلاً للغاية في زمن تدهور العملة، حيث صعد الدولار أمام الليرة السورية ليسبقها بعشرة أضعاف.

وتشير معلومات إلى أن كاتب المقال أو المادة الصحفية يحصل على هذا المبلغ القليل بينما يأخذ رئيس التحرير على الافتتاحية التي يكتبها مبلغ 5 آلاف ليرة.

الكاتب "ﻏﺴﺎﻥ يوسف"، كتب في إحدى صحف النظام متحدثاً عن الإهانة التي يعيشها الصحفيون، "من يريد أن يعرف سبب ضعف الإعلام السوري عليه أن يستمع إلى هذه القصة، أو بالأحرى، أن يعرف هذه المعلومة، أولاً.. المعلومة تقول: إن الكاتب السوري – كاتب المقال السياسي- يتقاضى ألف ليرة سورية أو أقل عن المقال الواحد، أما رئيس التحرير أو المدير العام فيتقاضى خمسة آلاف ليرة أو ما يزيد".

ويتابع كاتب المقال قائلاً: "على الرغم من أن رئيس التحرير أو المدير العام في الغالب، وليس بالمطلق، ليس صحفياً، والدليل أن أغلب رؤساء التحرير أو المدراء العامين الذين وصلوا بالواسطة لم نر لهم مقالاً واحداً قبل مجيئهم إلى الصحيفة أو بعد تركها!، ولا حاجة لذكر أسماء، والكل يعرف أن أغلبهم كان يجلدنا كل يوم تقريباً بافتتاحية تجعل الولدان شيباً، والعياذ بالله".

وبالنسبة للتلفزيون؟

أحد مصادرنا تحدث عن الصحفي الذي يخرج على شاشة التلفزيون السوري سواء كان محللاً سياسياً أو رياضياً.

ويقول المصدر إن أحد الصحفيين استضيف لمدة أربعين يوماً على الشاشة السورية، وقد تلقى أجراً على هذه اللقاءات مبلغاً لا يصل إلى 50 ألف ليرة سورية.

وفي وقت تعطي فيه قنوات فضائية مثل الجزيرة أجراً لضيوفها يصل إلى 1000 دولار على الحديث الواحد إضافة لتكفلها بنفقات إقامته ومسكنه، لا تمنح قنوات النظام أكثر من مبلغ ألف ليرة سورية على اللقاء التلفزيوني الذي قد يمتد لساعة كاملة في أحيان كثيرة.

والسؤال هنا: هل يعتبر النظام ليرته المتدهورة في نفس مرتبة الدولار؟.. ربما، ولكن صحفييه لا يتمكنون بأجرة مادة صحفية من 1000 كلمة شراء وجبة غداء أو حتى نصف وجبة..!



ترك تعليق

التعليق