في مصر.. سيدة أعمال سورية ترفع شعار "منتجات ولسن لاجئات"


يهدف "فريق الشام التطوعي"، وهو مجموعة إغاثية، إلى نشر ثقافة التطوع ومساعدة اللاجئين السوريين، وبالذات اللاجئات في مصر، على مواجهة أعباء وتحديات اللجوء من خلال مشاريع تنموية مميزة، وإظهارهن كمنتجات فاعلات ولسن لاجئات يرزحن تحت ذل الحاجة والعوز.
 
بدأت فكرة الفريق مع نزوح أهالي حمص إلى مدينة دمشق عام 2011 -كما تقول مديرة الفريق، "ميساء الشماع"- ومع نزوح أهل داريا والمعضمية عام 2012، أنشأ الفريق مركزاً لإيواء النازحين ومطبخاً داخل دمشق، وهكذا تحول فريق شام من فكرة إلى كائن ولد فطرياً مع احتياجات الأهالي المنكوبين.

بعد قدومها إلى أرض الكنانة أواخر العام 2012، أُتيح للسيدة ميساء، وهي سيدة أعمال سورية لها بصمات مميزة في مجال العمل الاجتماعي والنسائي، أن تلتقي بأشخاص كانوا بمثابة عماد لكل مؤسسة ناجحة-كما تقول لـ"اقتصاد"- واتفقت معهم على تسمية الفريق باسم "فريق الشام"، "تيمناً بشامنا وياسمينها العطر الذي أبعدنا عنها مجبرين بسبب ما حصل في سوريا من قتل ودمار وتهجير"، مضيفة أن "الفريق يضم اليوم 23 عضواً أصيلاً والكثير من المتطوعين الذين تشجعوا لخدمه أهلنا وقت الحاجة".

ويقدم فريق الشام شهرياً–بحسب مؤسسته- ما بين الـ100 والـ150 سلة غذائية لا تقل قيمة السلة منها عن الـ 150 جنيه لمحتاجيها، كما يقدم الفريق أدوية لـ 61 عائلة شهرياً تصل قيمتها إلى 21 ألف جنيه، بالإضافة-كما تقول- إلى كفالات شهرية للأسر التي تفتقر لمعين ويبلغ عددها 22 أسرة وكذلك كفالات لـ 31 طالب مدرسة متسربين من التعليم لاستئناف دارستهم إلى جانب تغطية حالات الطوارىء كحوادث السير وتولي الحالات بكافة مصاريفها من علاج وأدوية ونقاهة.

وسيعمل الفريق بالشراكة مع فريق "تيرتيزوم"-كما تؤكد الشماع- على تدريب 50 سيدة لاجئة على مهن يدوية لتسليحهن ضد ثقافة العوز.

 وأشارت الشماع إلى أن منظمة "تيرتيزوم" دعت الفريق منذ شهر لحضور كورس تدريبي للتواصل الفعال وحل النزعات، وبعد 10 أيام أي ما يعادل الـ60 ساعة قدمت المنظمة للفريق أوراق مبادرة، وبحكم خبرته طرح الفريق مشروع تمكين السيدة السورية من خلال إتقان مهنة تقيها ذل الحاجة وتعينها على مصاعب الحياة، رافعاً شعار "منتجات ولسن لاجئات" مع دراسة مفصلة لكل المشروع ودراسة جدوى اقتصادية.

 ومن المقرر أن تضم الدورة تدريباً عملياً على المشغولات كخياطة الكروشيه والتطريز وغيرها.

ولفتت محدثتنا إلى أن لدى فريق الشام تجربة سابقة وناجحة إذ تم افتتاح مشغل لمده تقارب العامين في الشهر الرابع من عام 2013 لإعالة 25 سيدة برواتب 1500 جنيه للسيدة، وكان تسويق المنتجات–كما تقول– خارجياً ومحلياً وخصوصاً أن السيدات المصريات يحببن "الكورشيه" والقطع المشغولة بسنارة واحدة.

وتمكن المشروع -كما تؤكد مديرة الفريق- من تأمين سوق خارجية حيث كانت المنتجات تُشحن شهرياً لعدد من الدول الأوروبية.

وكان هدف المشغل الأول، مساعدة الأسرة السورية اللاجئة من خلال تمكين المرأة وزيادة دخلها.

 ولحسن الحظ أن النسوة اللواتي تدربن في المشغل تمكنّ بدورهن من تدريب 162 سيدة أخرى اُتيح لهن اتقان مهنة تدر عليهن دخلاً أسرياً داخل بيوتهن.
 
أواخر العام 2015 توقف المشغل الذي كان تجربة فريدة بكل المعايير بسبب سفر الكثير من العاملات فيه واضطرار بعضهن للعمل داخل منازلهن، وإضافة لهذه الأسباب توضح مديرة فريق الشام أن أعباء كثيرة واجهت تجربة المشغل ومنها أجرة المكان الباهظة وصعوبة التفرغ لإدارته، منوّهة إلى أن "المشروع لم يكن تجارياً وإنما تأهيلياً وما إن بدأت الملتحقات به التدريب حتى تحول المشروع لمورد اقتصادي يوفر لهن دخلاً يساعدهن في تأمين سبل معيشة كريمة".

ولفتت الشماع إلى أن هناك فكرة لإعادة التجربة مع 50 سيدة لمدة شهرين كتدريب وتمكين فقط دون تسويق من خلال مشاركة فريق الشام مع "تيرتيزوم".

ورغم نجاح الفريق في تحقيق حضور لافت في المجال التطوعي إلا أنه يواجه الكثير من التحديات التي تحد في بعض الأحيان من نشاطاته وفعالياته، ومن هذه التحديات–كما تقول مديرة الفريق- المضايقات والتضييق من خلال المظلة القانونية فيضطر الفريق لإيجاد أكثر من قناة مع جمعيات مصرية وسورية مرخّصة، ولكن بعض هذه الجمعيات لا تلبث أن تستغل نجاح الفريق لتفرض عليه شروطاً وصائية رغم أن الفريق مستقل في هيكلته ونظامه الداخلي.
 

ترك تعليق

التعليق