آلاف المدنيين يعيشون معاناة التنقل في المعابر المائية بين "الجزيرة" و"الشامية"


فاقم استهداف قوات التحالف والطيران الروسي للجسور الواصلة بين ضفتي نهر الفرات المعروفتين بالجزيرة والشامية في دير الزور من معاناة آلاف الأهالي هناك وخصوصاً بعد استهداف الطيران الروسي لجسر السياسية الذي كان المعبر الوحيد الباقي بين الضفتين.

 وزاد من وطأة هذه المعاناة منع تنظيم الدولة خروج المدنيين من أحياء المدينة إلى الريف عبر السفن لأسباب مجهولة.

 كما أثّر الاستهداف على أهالي مناطق الريف الشرقي الذين باتوا يجدون صعوبة في الانتقال من أجل التطبب أو الدراسة أو مراجعة المستشفيات أو نقل الجرحى والمصابين من المدنيين إلى الميادين وبالعكس.


ولفت مؤسس ومدير موقع "فرات بوست" الناشط "أحمد الرمضان" لـ"اقتصاد" إلى أن "أغلب أهالي دير الزور أصبحوا تحت خطر الفقر وباتوا أمام خيارين، أحلاهما مر، إما مبايعة تنظيم الدولة أو دفع أموال طائلة للخروج مع عائلاتهم تهريباً خارج مناطق سيطرة تنظيم الدولة، وهناك احتمال ضئيل بأن ينجحوا في الخروج، أو أن يموتوا تحت قصف الطيران".
 
بعد تدمير الجسور التي كانت شرياناً حيوياً لمناطق دير الزور كافة، بات الأهالي يستخدمون العبّارات أو الحافلات الكبيرة التي تأخذ مهمة السفن في التنقل ونقل سياراتهم، حيث تبلغ تكّلفة نقل السيارة بين ضفتي النهر من 200 إلى 300 ليرة سورية فيما يكلّف نقل الشخص مع دراجته النارية 150 ليرة وبمفرده 100 ليرة.


وأشار محدثنا إلى أن "هناك أزمة كبيرة تشهدها المعابر المائية في الميادين والعشارة بعد تدمير الجسور"، لافتاً إلى أن الأهالي "يمضون ساعات طويلة تحت حرارة الشمس اللاهبة انتظاراً لركوب العبارات لقلة عددها وعدم وجود معابر كافية لأعدادهم الكبيرة وبخاصة أن بعض الضفاف غير مؤهلة للعبور منها".

ويبلغ عدد الجسور الرئيسية في دير الزور أربعة جسور وهي "البوكمال" و"الباغوز" الذي تم استهدافه عام 2015 و"العشارة" و""السياسية"، وكانت هذه الجسور تصل بين ضفتي نهر الفرات، الشامية والجزيرة.

 وهناك-بحسب محدثنا- جسور عسكرية مثل البقعان وحلبيا وزلبيا، وثمة جسور صغيرة عددها 8 جسور تصل بين القرى.

 ومع استهداف الطيران الروسي لجسر السياسية انقطع الشريان الأخير الذي يصل بين ضفتي الفرات هناك.
 

ويختلف جسر السياسة–كما يقول مدير موقع فرات بوست- عن باقي الجسور كون قوات النظام المتمركزة على الجبل في المدينة يمكنها رصد جميع الممرات المائية التي بات يستخدمها الأهالي في الدخول والخروج، ويُدخلون من خلالها المواد الغذائية والطبية التي يحتاجها أكثر من سبعة آلاف مدني في الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم.

ونوّه الناشط الرمضان إلى أن "تدمير الجسور أثّر بنسبة 90% على الأهالي ولم يؤثر بالمقابل على تنظيم الدولة، إلا من خلال حرمانه من نقل المعدات الثقيلة، فهو يستخدم عبارات ينقل فيها العناصر والمعدات العادية، علاوة على استحواذ عناصره للعبارات التي تنقل الأهالي، وعدم سماحه لغير السفن والعبّارات التابعة له بالمرور منها، ففي الشعيطات مثلاً منع التنظيم السفن والقوارب الصغيرة من العبور إلا من خلال العبّارات التابعة له. كما منع المدنيين في أحياء المدينة من الخروج إلى الريف عبر السفن، وخاصة بعد قصف جسر السياسية، لأسباب مجهولة".


وأثّر هذا الوضع الصعب على الحياة المعيشية لأهالي دير الزور، حيث ارتفعت أسعار المواد والغذائية والخبز والخضروات بشكل جنوني بسبب عدم إدخال الكمية اللازمة،-كما يؤكد محدثنا-، مضيفاً أن "قوات النظام تكمل مهمة قوات التحالف والطيران الروسي من خلال استهداف أغلب السفن إما بمدافع الـ 75 المتمركزة على الجبل أو بغارات الطيران الحربي بشكل مباشر، وأدى ذلك لوقوع عشرات الشهداء والجرحى".

ترك تعليق

التعليق