شاب سوري يبهر الدنماركيين بمبادرة لتعليم لغتهم لغير الناطقين بها


حقق الشاب السوري "خالد كسيبي"، الذي يعيش لاجئاً في الدانمارك منذ أقل من ثلاث سنوات، "الجائزة الأوربية للغات للعام الحالي ٢٠١٦"، عن مشروع حيوي لتعليم اللغة الدنماركية لغير الناطقين بها، تقدم به لمؤتمر "اتجاهات جديدة في تعليم اللغات"، بجامعة "جنوب الدنمارك"، في مدينة أوجبنسي.

 وانتشرت الفيديوهات التي أنجزها كسيبي في إطار المشروع انتشاراً كبيراً وحقّقت خدمات كبيرة للاجئين مما دفع كامبات اللجوء إلى استعمال دروسها مع اللاجئين، وفي المناهج التعليمية لمدارس اللغة وأقسام الاندماج، كما أبهرت الدنماركيين أنفسهم وأفردت صحفهم ووسائل إعلامهم حيزاً هاماً للحديث عن المبادرة والإشادة بها.

و"خالد كسيبي"، شاب من مدينة حمص، أنهى المرحلة الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد، ثم درس في كلية الهندسة المدنية - هندسة الموارد المائية – لسنتين، وكان من الأوائل على دفعته، ونظراً لسوء الأوضاع وبطش نظام الأسد في حمص خاصة وسوريا عامة، ورغبته الشديدة بإكمال دراسته، سافر كسيبي إلى لبنان ومن ثم إلى تركيا لإكمال الدراسة.

 لكنه لم يلبث أن أكمل رحلته إلى أوروبا عبر اليونان، ليصل إلى الدنمارك.
 


وكان هدف خالد الأول– كما يقول لـ "اقتصاد"- إكمال دراسته، ورأى أن اللغة هي مفتاح الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية في بلد جديد عليه لغةً وثقافةً.

 يقول: "رأيت أن أفضل شيء يمكن القيام به هو تعلم اللغة بأسرع وقت لكي أبدأ بالدراسة الجامعية".
 
بدأت فكرة المشروع التعليمي لدى كسيبي عندما قطع شوطاً في اللغة فقرر أن يساعد أخوته الناطقين باللغة العربية بتعلم اللغة الدنماركية, والتعرف على تحديات وصعوبات تعلم اللغة، خاصة في الأمور المتعلقة بالقواعد والأمور الثقافية والتقليدية للدنمارك.

وعرض كسيبي مشروعه على مدرسة، فلقي ترحيباً من قبلهم، واختار لتطبيق الفكرة أن يُدرّس من يرغب من الناطقين باللغة العربية في صف مدرسي وبشكل تطوعي.
 

بعد فترة من عمله في التدريس الصفي خطرت بذهن خالد-كما يقول- أن يستغل وجود الهواتف الذكية والكمبيوترات بحوزة الطلاب وأن يعطي الدروس ذاتها لكن على الأنترنت ومن خلال "يوتيوب" تحديداً، وبذلك يُتاح للجميع رؤية الفيديوهات متى يشاؤون دون التقيد بالحضور إلى قاعات المدرسة، كما يُتاح للفكرة بالمقابل أن تُعمّم وتصل إلى عدد أكبر من الجمهور.

 وأردف محدثنا أنه عرض الفكرة على مدرسة اللغة فشجعوه عليها ووفروا له المستلزمات كاملة من لوح وأقلام وكاميرا فيديو.

واتجه محدثنا بعد ذلك لإنشاء قناة على "يوتيوب" وصفحة على "فيسبوك" وحساب على "الإنستغرام" لذات الهدف، وبدأ بتصوير الدروس وتحميلها، حيث وصل عددها حتى الآن 68 درساً مقسماً إلى أقسام متنوعة: قواعد, عبارات, محادثات.


وحققت فيديوهات كسيبي التعليمية حوالي مليون مشاهدة خلال مدة لا تتجاوز عشرة أشهر من بداية المشروع حتى الآن.

ويدرس خالد في قسم هندسة البناء بجامعة "أوغس" الدنماركية وإلى جانب دراسته يقوم بتدرس اللغة الدنماركية عبر قناته التي أطلق عليها اسم "دروس دنماركي مع خالد".

وعبّر ابن حمص عن أمله بنسخ فكرة مشروعه وتطبيقها على اللغات الأخرى، أي تعلم الدنماركية بلغة الأجانب الأم، مشيراً إلى أن البلدان الإسكندنافية لم تقم بتطبيق هذه الفكرة بعد، وربما تكون فكرته-كما يقول- ملهمة لأشخاص آخرين يعملون على تطبيقها، "فبلدنا مليء بالمواهب القادرة على تغيير الحال للأفضل"، حسب وصفه.


ترك تعليق

التعليق