ماذا تبقى من ريف اللاذقية؟


مع بدء الحملة الروسية على ريف اللاذقية في نهاية الشهر التاسع من 2015 كان القدر يهيء لعشرات الأسر من جبل الأكراد موعداً مع التشرد والنزوح لم ينته حتى اللحظة.

260 أسرة هُجّرت من الجبل بعد سيطرة النظام على "كنسبا"، واستمر الرحيل حتى الشهر الثاني من العام الحالي ليشمل جميع أهالي المنطقة.

يروي أحد أهالي ريف اللاذقية أن مخيم "شهداء سورية" القابع في منطقة المسامك بالقرب من خربة الجوز على الحدود التركية كان أحد أماكن اللجوء لأهالي ريف اللاذقية الذين لم يروا بيوتهم منذ تلك الفترة.

كما يوضح أن الأسر القاطنة في المخيم تعتمد على المساعدات الإغاثية حيث لا يوجد عمل إلا من خلال انضمام الشباب لكتائب الجيش الحر.

ريف اللاذقية خال من الأهالي

مع تدخل الروس إلى جانب الأسد اشتعلت مناطق ريف اللاذقية لتفرط كحبات العقد نتيجة للجحيم الذي صبته مقاتلات الروس على مناطق الريف.

واليوم لم يتبق من قرى الريف سوى القليل بيد الثوار.

 "احتُلت سلمى بكامل محيطها وكذلك كنسبا ولم يبق إلا قرية أو قريتين لكن لا وجود للناس فيها، فيما لم يتبق من جبل التركمان إلا منطقة الليمضية وقرى سللور وجب طوروس وبعض التلال القريبة من الشريط الحدودي"، يقول الصحفي وسيم شامدين متحدثاً لـ "اقتصاد".

ويوضح وسيم الذي يدأب على كتابة تغطيات ميدانية حول قرى المنطقة أن أهالي الجبلين "الأكراد والتركمان"، هجروا كل قراهم ولم يبق أحد اليوم سوى المرابطين.

ويُقدر عدد سكان جبل الأكراد قبل النزوح بـ20 ألف نسمة، فيما بلغ عدد القاطنين في جبل التركمان قبل التدخل الروسي 10 آلاف نسمة.

وعلى امتداد الشريط الحدودي مع تركيا تتركز مخيمات عديدة تضم هذه الأرقام المذكورة إلا من دخل إلى تركيا من أبناء الجبلين.

نسبة البطالة تفوق 70%

يُعتبر ريف اللاذقية منطقة زراعية بالدرجة الأولى.

كما شهد الريف نشاطاً ملحوظاً في السياحة والعمران قبل الثورة، خصوصاً لما يملكه من مناظر خلابة.

وتُعتبر زراعة التفاح والخوخ والإجاص من الأصناف المشهورة التي ينتجها مزارعو جبل الأكراد، بينما اشتُهر جبل التركمان الذي يضم كسب وربيعة، بغاباته الكثيفة الخلابة التي كانت تجذب السياح.

هذا كان في الماضي

وبالعودة لـ "وسيم شامدين"، الذي يوضح الوضع الحالي، قائلاً: "نسبة البطالة تفوق 70% قبل الحملة الروسية على ريف اللاذقية واليوم أعتقد أنها تتجاوز هذا الرقم بكثير".

ويستمر وسيم في حديثه لـ "اقتصاد": "أغلب الناس هُجّرت إلى المخيمات ونزحت أكثر من مرة وليس هناك عمل يعملون به إلا التطوع في الكتائب أو العمل في قطع الحطب، ولم يعد هناك حطب بسبب القطع المستمر والعشوائي وتقلص المساحات بسبب تقدم قوات الأسد في ريف اللاذقية".

ماذا تقدم الهيئات الإغاثية؟

يقول "وسيم" إن حوالي 5500 خيمة على طول الشريط الحدودي مع تركيا قدمتها الهيئات الإغاثية في الأشهر الماضية.

لكن، "وجود أكثر من عائلة واحدة في الخيمة يجعل من العمل الإغاثي صعباً للغاية فلا يوجد منظمة قادرة على تغطية كافة حوائج الناس ومهما كان هناك عمل وتقديم يبقى هناك حاجة".

"رغم كل ذلك هناك العديد من الهيئات والمؤسسات الإغاثية تقدم مساعدات لكن اليوم الشعب بحاجة إلى مشاريع صغيرة ومشاريع إنتاجية توفر له فرص العمل، وكذلك المنتوج، بأرخص تكلفة".

ويوصي "وسيم شامدين" قائلاً: "هذا ما يبنغي أن تتوجه إليه هذه الهيئات".


ترك تعليق

التعليق