عائلات بريف حمص يستبدلون منازلهم الاسمنتية بمنازل حجرية من البازلت الأسود الصلب
- بواسطة ريف حمص - خاص - اقتصاد --
- 27 ايلول 2016 --
- 0 تعليقات
لجأت بعض العائلات في عدة بلدات بريف حمص الشمالي، إلى بناء منازل جديدة لهم من الحجر الأسود البازلتي الصلب، حيث ثبت عملياً خلال سنوات الحرب، أن البيوت القديمة المبنية من الحجر المذكور، لا تتأثر مطلقاً بالقصف الجوي والمدفعي للنظام.
وذكر مراسل "اقتصاد" في حمص، أن الكثير من سكان بلدات "الحولة"، قاموا خلال العامين الماضين، ببناء مسكن بديل لهم من الحجر البازلتي المتوفر بكثرة بمنطقتهم، مشيراً إلى أن هؤلاء السكان يلجأون لمنازلهم الجديدة أثناء تعرض بلداتهم للقصف الجوي أو المدفعي.
فرص عمل للمحاصرين
ونقل مراسل "اقتصاد" عن سكان محليين، أن العديد من الشبان العاطلين عن العمل بريف حمص الشمالي المحاصر من قبل النظام وميليشياته منذ 4 سنوات، يقومون بالتنقيب بالأراضي الزراعية والكهوف الأثرية، بحثاً عن هذا النوع من الحجر، وبيعه لأصحاب الجرارات الزراعية بسعر يتراوح ما بين (50 - 70) ليرة للقطعة الواحدة، لافتاً إلى أن معظم الأحجار تكون جاهزة للبناء(مشذبة)، لأنها بالأصل هي جزء من بناء قديم متهدم يعود لمئات السنين.
وقال أبو رضوان (40عاماً): "أبحث أنا وأولادي عن الحجارة السوداء، والتي تسمى في منطقتنا بـ (وجوه)، وذلك في الأراضي الزراعية أو المدافن الأثرية القديمة في أعماق مختلفة تصل أحياناً إلى 5 أمتار تحت سطح الأرض.
وأضاف في حديث لـ "اقتصاد": "في بعض الأحيان نعثر على عدة غرف مبنية بهذا النوع من الحجارة تحت الأرض، فنقوم بتفكيك جدرانها حجرة حجرة، ونبيعها لتجار مواد البناء، الذين يبنونها من جديد فوق سطح الأرض".
وأكد أبو رضوان أن دخله اليومي من بيع الحجز البازلتي مع أولاده الثلاثة، يصل لـ 15 ألف ليرة سورية، كما يعثرون في معظم الأيام على قطع أثرية بين الحجارة، وهي عبارة عن فخاريات وسرج قديمة جداً.
جمالية الشكل والصلابة
ويقول أبو عكرمة، الذي يعد من أشهر بنائي الحجر الأسود بريف حمص الشمالي الغربي: "ارتبط الحجر الأسود البازلتي مع مناطق ريف حمص الشمالي عبر العصور، إذ لا تجد موقعاً أثرياً أو مسجداً أو منزلاً قديماً إلا مبنيّاً بالحجر البازلتي".
مضيفاً في حديث لمراسل "اقتصاد" في حمص، أن العديد من أبناء ريف حمص المحاصر، عادوا للاهتمام بهذا النوع من الحجر في ظل الحصار وندرة مواد البناء كالاسمنت والرمل والبحص وأحجار الخفان، ولما يتمتع به من مزايا عديدة كالقساوة وجمالية الشكل بالبناء، وتحقيقه لشروط العزل العالمية من حيث الدفء في الشتاء والبرودة الطبيعية بالصيف الحار.
وأكد "أبو عكرمة" أن الكثير من المنازل بقريته القديمة، كانت مبنية من هذا النوع من الحجارة السوداء، ولم تتأثر بقذائف وصواريخ النظام، مشيراً إلى أن منزله تعرض لعدة قذائف، وكانت تنفجر بالجدار الأول، بينما قذائف النظام، وخاصة قذيفة (57) تخترق معظم غرف المنازل الاسمنية قبل أن تنفجر.
ورداً على سؤال لـ "اقتصاد" عن تكلفة بناء المتر المربع من الحجر، قال أبو عكرمة: "الكلفة تتراوح ما بين (2500-3500) ليرة، ما بين ثمن للأحجار وللبنْاء ومواد أسمنية، بينما كلفة المتر المربع بالمنازل الاسمنتية تتجاوز 5 آلاف ليرة، إن وُجدت المواد الأولية.
جدير ذكره أن بيوت الحجر معروفة جداً لدى السوريين، وهي نموذج من نماذج عدة، عاد إليها السوريون المحاصرون نظراً لظروف الحرب التي يعيشونها.
التعليق