أيلول السوريين.. شهر الدفع بامتياز
- بواسطة عبد الكريم أيوب - خاص - اقتصاد --
- 23 ايلول 2016 --
- 0 تعليقات
ككل عام، يدخل السوريون أكبر معاركهم الاقتصادية في شهر أيلول, فهذا الشهر بالنسبة للكثيرين هو شهر النقمة, نظراً لتداخل المصاريف وتعددها، بين دخول العام الدراسي الجديد، وتحضير مؤونة الشتاء، ناهيك عن تكاليف العيد الذي مضى مؤخراً.
هذا الشهر وما يمثله من رمزية لدى السوريين، يشكّل عبئاً ثقيلاً عليهم، وخاصة الأسعار التي ترافق هذا الشهر، والتي يُشهد لها بارتفاعها الذي يضرب عمق لقمة العيش.
وهذا العام، وبما يرافقه من أجواء سلبية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً, لا تزال لقمة العيش هي الحلقة الأضعف في سلسلة معاناة السوريين، موالين ومعارضين على حد سواء.
مدارس وأكثر
معظم طبقات المجتمع السوري ترى في هذا الشهر، شهر الدفع بامتياز. خاصة أهالي الطلاب, فالاستعدادات لدفع الأقساط وما يرافقها من مستلزمات مدرسية وقرطاسية وكتب تزيد معانة المواطنين, ناهيك عن ارتفاع الأسعار بشكل جنوني غير مبرر, فيبدأ العد العكسي عند أصحاب الدخل المحدود وغيرهم من الفئات التي تعيش عند حد أدنى لا يكفي لسد حاجيات المنزل من ماء وخبز في ظل واقع اقتصادي لم يشهد السوريون له مثيل.
عبدالله أب لأربعة أولاد قال لـ"اقتصاد": "أنا من دون عمل منذ اندلاع الثورة, ودخلي الشهري من بيع البنزين على الطرقات لا يتعدى الـ 25 ألف ليرة فكيف سأجهز أطفالي لدخول المدرسة".
شهر المونة المتعب
في شهر أيلول من كل عام تتهيئ النساء السوريات للبدء بالمونة، تحضيراً لاستقبال فصل الشتاء الطويل, ويُعد شهر المونة بالنسبة للسوريين جزءاً لا يتجزأ من التراث والتقاليد, لكن خلال هذه السنين العجاف هو تحدٍ لما تشهده الأسواق من ارتفاع بالأسعار.
فقد ارتفعت الأسعار 75% عن العام الفائت مما زاد المعاناة.
ناصر موفق من قرية الزعفرانة قال لـ"اقتصاد": "كلفتني المونة هذه السنة أكثر من 70 ألف ليرة سورية مع العلم أني اقتصرت على نصف الكمية مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار وجشع التجار.
أسباب ارتفاع الأسعار
بالنسبة للتجار فلهم رأي مختلف تماماً, إذ يرجع هؤلاء أسباب ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل أبرزها ارتفاع أسعار المحروقات.
أبو دريد، أحد المزارعين وتاجر، قال لـ"اقتصاد": "ارتفاع المحروقات هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار فارتفاع المازوت أدى إلى ارتفاع كلفة إنتاج الخضار بسبب اعتمادنا على المولدات للسقاية وارتفاع أجور النقل".
ورغم رأي التاجر الأخير، إلا أن معظم الناس يعتقدون أن شهر أيلول يفتح شهية التجار لتحقيق أكبر كم من الأرباح, فالمناسبة أكثر من جيدة، خاصة في ظل غياب أي سلطة تموينية تقيد نشاطهم.
التعليق