بتكلفة 625 دولار للمسكن الواحد.. قرية طينية "تنموية" للتخلص من معضلة "الخيام"


كشف الأمين العام لاتحاد منظمات المجتمع المدني، الدكتور خضر السوطري، عن قرب الانتهاء من مشروع القرية الطينية المعدة لللاجئين، الذي ينفذه الاتحاد بالتعاون مع المجلس المحلي في إدلب، بالقرب من مدينة الدانا، ليكون جاهزاً للسكن مطلع الشهر المقبل.
 
وأكد السوطري، أن القرية الطينية تضم 152 بيتاً طينياً، يحتوي كل منها على غرفتين وملحقاتها بمساحة 24 متر مربع، مبيناً أن القرية تضم أكثر من عشرة مشاريع مكملة.

 وعن تلك المشاريع المكملة أوضح، "ستضم القرية بئر مياه، ومولدات كهربائية، ومدرسة، ومشاريع تشغيلية (زراعية-حيوانية- مهن يدوية)، ومسجد، ومحطة لاستخراج الغاز من المخلفات الحيوانية".


 وذهب السوطري في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إلى حد الإعراب عن أمله، في أن يكون هذا المشروع بمثابة الخطوة الأولى على طريق الاستغناء عن الخيام للسكن في كل المناطق السورية التي تشهد تجمعات للاجئين، وقال "لا تقي الخيام المتهالكة لا برد الشتاء ولا حر الصيف، ولأجل ذلك قمنا بهذا المشروع"، مضيفاً "هذا ليس المشروع الأول، ففي العام الماضي قمنا بمشروع مماثل في ريف حلب الجنوبي، غير أن المستجدات العسكرية هناك أعاقت متابعة العمل فيه".


 وشدد، "ليس هدفنا توفير المأوى فقط، والأهم من هذا كله، التنمية والتشغيل"، وأضاف: "يعمل في هذا المشروع حوالي 100 عامل، وجزء كبير منهم سيسكنون في هذه المساكن".

 من جهته أوضح منفذ المشروع إبراهيم الموسى، أن مواد البناء المتوفرة في البيئة المحلية (الرمل، والتبن، والخشب)، تساعد على تعميم هذا المشروع على كل المناطق السورية.

 وذكر الموسى في مقابلة هاتفية مع "اقتصاد"، أن تكلفة الكتلة الواحدة المؤلفة من أربع مساكن تبلغ 2500 دولار أمريكي (625 دولار للمسكن الواحد)، منوهاً إلى ارتفاع التكلفة في حال بناء هذه المساكن بمواد البناء العادية (الحجر والاسمنت).


وعن مزايا هذه البيوت قال الموسى، "تعتبر هذه البيوت بمثابة "الدشمة" الحقيقية، وذلك لأن سماكة الجدار تبلغ 40 سم، وكذلك تتمتع هذه البيوت بمظهر جميل وبسيط، و بدرجة حرارة مناسبة على مدار فصول السنة، والميزة الأهم أن هذه البيوت تنقي الهواء من الملوثات الكيماوية وغيرها".

وطبقاً للموسى فإن هذه البيوت هي الأكثر أماناً للسكن في المناطق التي تتعرض للقصف، وروى لـ"اقتصاد" تجربته مع القصف قائلاً، قبل حوالي عام من الآن تعرضت قرية "بردة" في الريف الجنوبي للقصف بالبراميل المتفجرة، واتضح أن مقاومة البيوت الطينية للانفجار أكبر من البيوت الإسمنتية.

 ويوضح كذلك وهو المهتم بالعمارة الطينية منذ الصغر، "البعض قد يعتبر أن البيوت الطينية هي عودة للعصر القديم، لكن في الحالة السورية قد يكون هو الحل الأمثل، وخصوصاً أن الخيام قد أنهكت النازحين".


ترك تعليق

التعليق