عيد السوريين في أوروبا.. ما بين: كيف كنا، وكيف أصبحنا؟!


ما بين، كيف كنا وكيف أصبحنا..؟!، يجادل السوريون في أوروبا أنفسهم وبعضهم في محاولة للعيش في اللحظة الراهنة.. لكنهم دائما يفشلون وخصوصاً عندما تكون المناسبة كبيرة، كالعيد مثلاً، والذي بدون طقوسه المحلية يصبح يوماً مأوساوياً، بدل أن يكون يوماً للسعادة والفرح..
 
لهذا تشابهت مشاعر السوريين في أوروبا وهم يستقبلون عيد الأضحى المبارك لهذا العام، مدفوعين بموجة حنين لطقوس هذا العيد في بلدهم من جهة، وبغصة في قلوبهم وهم يراقبون بلدهم تتمزق وتئن تحت وطأة جراح عميقة.. حتى المعايدات فيما بينهم كانت بمشحونة بعبارات الألم والحسرة..
 
يقول محمد الحمادي اللاجئ في باريس منذ عامين: "لم أشعر بمرور يوم العيد سوى على الفيس بوك، ولولا ذلك لما شعرت به على الإطلاق..".

ويتابع بحرقة: "أي عيد وأي سعيد تريدني أن أحتفل به.. خليها لله.. لم أشعر سوى أنني كنت في هذا اليوم أكثر سوءاً من الأيام الأخرى.. لأنني تذكرت كيف كنا نستقبل العيد وكيف كنا نمارس طقوسه.. مما زاد حزني.."، ويضيف: "ليته يتم إلغاء هذه المناسبة أو عدم تذكيرنا بها..!!".

أما الدكتورة فريال المقيمة وأسرتها في اسبانيا منذ نحو عام، فتقول: "لم أستطع أن أعايد أي شخص من أهلي المشتتين كل واحد في بلد.. لا أبي ولا أمي ولا أخوتي.. خشيت أن يتحول اتصالي بهم في هذا اليوم إلى حفلة بكاء.. لهذا فضلت أن أبكي لوحدي".

وعلى العكس يرى المهندس علي صبح، اللاجئ في ألمانيا مع أسرته المكونة من أربعة أولاد، أن طقوس العيد يجب أن يمارسها الإنسان قدر المستطاع، ويحاول أن يعزز وجودها في بيته وبين أولاده، لأنها طقوس انسانية وأخلاقية، أكثر منها طقوس للبهجة والفرح.. مضيفاً، أنه ما في القلب من حسرة ووجع يجب أن لا يمنعنا من أن ننقل طقوس العيد إلى أطفالنا الذين قدموا إلى أوروبا دون أن يعيشوا هذه الطقوس في بلدهم الأم..

ويتابع صبح: "بالنسبة لأسرتي، حاولت أن أقوم بكل طقوس العيد الداخلية، من أجل أن أشعر أطفالي أنه يوم مغاير، لذلك حاولنا أن تكون طبخة العيد موجودة وكذلك الثياب الجديدة للأطفال، والذهاب إلى صلاة العيد.. كل هذا حاولت أن أقوم به داخل البيت..".

 ويضيف: "أما فيما يتعلق بالطقوس التي خارج المنزل، كانت الزيارات محدودة جداً، لبعض المعارف من السوريين تحديداً.. حاولنا جميعاً أن نشعر أطفالنا بتميز هذا اليوم في حياتهم، من أجل أن ينتظروه باستمرار..".

ترك تعليق

التعليق