ضباط النظام يكسبون المليارات من سرقة محصول الفواكه بريف اللاذقية


تقدر قيمة الإنتاج الزراعي بريف اللاذقية، لا سيما الفواكه، بعشرة مليارات ليرة سورية، عندما كان الدولار يساوي 50 ليرة، وعليه فإن قيمة موسم الفواكه هذا العام تعادل عشرة أضعاف هذا الرقم مع انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.

ينتج ريف اللاذقية بجبليه، الأكراد والتركمان، ما يزيد عن 150 ألف طن من مختلف صنوف الفاكهة وفي مقدمتها التفاح، 90 % من هذه الكمية يجنيها هذا العام جنود النظام لصالح الضباط القادة في ريف اللاذقية، وهذه النسبة تساوي نسبة سيطرة النظام على المنطقة.

سرقة كل شيء

تحولت سيارات الشحن العسكرية منذ منتصف الشهر الخامس هذا العام من مهمتها بنقل العتاد الحربي إلى مهمة نقل الفواكه إلى سوق الهال في مدينة اللاذقية، وتحول الجنود والشبيحة لعمال زراعيين يقطفون الكرز والخوخ والتفاح الصيفي.

ومع اقتراب الصيف من نهايته ونضوج أغلب أنواع الفاكهة ومنها التفاح واللوز والجوز والعنب والرمان، تتصاعد بوتيرة عالية عملية القطاف تحسباً من هجوم مفاجئ للمقاومة السورية يفقد من اعتادوا سرقة كل شيء في سوريا إكمال سرقة مواسم الفلاحين بريف اللاذقية.

ويشير المهندس الزراعي أبو عاصم إلى انخفاض إنتاج الفاكهة إلى النصف هذا العام بسبب عدم تمكن الفلاحين من العناية بأشجارهم من تقليم وحراثة ورش للمبيدات، حيث بدأ القصف الروسي العنيف مع نهاية الموسم الماضي ودخلها النظام عقب ذلك، لكن ذلك لا يمنع من وصول قيمة الإنتاج إلى مئات المليارات.
 
مصدر من سوق الهال في اللاذقية أوضح أن عشرات الشاحنات العسكرية المحملة بالفاكهة تصل من ريف اللاذقية يرافق أغلبها ضباط يقبضون ثمنها، ويشير إلى تضاعف العدد في الأيام الماضية.

ويؤكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في حديث لـ "اقتصاد" أن الفاكهة التي تصل إلى السوق غير مرتبة، تمت تعبئتها عشوائياً في عبوات مهترئة، وقطفت قبل النضوج، "وكأن أصحابها يريدون مسابقة الزمن في جنيها".

"سنقطف الزيتون"

اشتهرت فاكهة ريف اللاذقية بأنها من أجود الأصناف المنتجة في سوريا، وكانت أسعارها تتجاوز نظيراتها من أماكن أخرى، وتتميز بانخفاض نسب ترسب المواد الكيماوية فيها بسبب اعتماد الفلاحين على السماد العضوي دون السماد الكيماوي، وترتفع فيها نسبة الحلاوة لأن غالبيتها تزرع بعلاً.

المزارع أبو خالد من قرية "عكو" بجبل الأكراد قال إن سكان ريف اللاذقية لا يمتلكون مصدر دخل غير المنتجات الزراعية، ويعتمدون على منتجات الفاكهة كمورد وحيد ومصد رزق حرمهم النظام منه منذ احتلاله لمناطقهم وقراهم.

وأطرق أبو خالد نظره إلى الأرض متحدثاً بحسرة وحزن إلى الحال الذي وصل إليه أبناء ريف اللاذقية مع احتلال النظام لقراهم، "إن عدم الاهتمام بأشجار الفاكهة عاماً واحداً يهددها باليباس، ويجعل الإنتاج يتراجع خلال السنوات الخمس التالية".

لكنه رفع رأسه فجأة وحدق إلى البعيد وقال "رغم ذلك سنعود ونعيد الحياة لأشجارنا وبساتيننا، لن نسمح لهذا المجرم أن يسرق أحلامنا ولقمة أطفالنا"، وأعرب عن ثقته بأن ضباط النظام والجنود لن يبقوا بريف اللاذقية حتى موعد قطاف الزيتون "سأقطف زيتون بستاني بيدي، أثق بذلك".

يذكر أن إنتاج الفاكهة بريف اللاذقية انخفض بشكل كبير منذ بداية الثورة وتحرير الجبلين، حيث تعمد النظام قصفها بالنابالم الحارق متسبباً بإحراق ثلث البساتين، حسب إحصاءات نشرتها "شبكة إعلام اللاذقية".


ترك تعليق

التعليق