ذبح الأضاحي في حلب المحاصرة.. مناشدات بالعدول عنه وسط ارتفاع جنوني للأسعار


سجلت أسعار الأضاحي في أحياء حلب الشرقية ارتفاعاً جنونياً، ليتراوح سعر كيلو لحم الغنم القائم أمس الخميس ما بين 3300 و4000 ليرة سورية، ليصاحب هذا الارتفاع قلة في المواشي المعروضة للبيع.

 وعلى الرغم من كل هذا الغلاء الحاصل، أكد الناشط المدني والإغاثي أبو البراءين لـ"اقتصاد"، أن بعض الجمعيات الإغاثية لا زالت ماضية في شراء الأضاحي، مشيراً إلى عدول بعضها عن مشروع الأضاحي في الأحياء الخاضعة للحصار، واستبداله بتوزيع المبالغ المالية المرصودة لشراء الأضاحي على الفقراء من الأهالي.

 وفي مسعى منه لشرح الانعكاسات المحتملة لعدم ترشيد ذبح المواشي قال: "إن حجم الثروة الحيوانية في المدينة محدود جداً، بينما تشير آخر احصائية إلى تواجد حوالي 324 ألف نسمة في الأحياء الشرقية، وبالتالي فإن الذبح الجائر، قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها على الأهالي المحاصرين".

 ورداً على استشهاد البعض بتجربة الغوطة المحاصرة في هذا المجال، يرى نشطاء أن المقاربة فيما بين حلب والغوطة "غير منطقية"، فالأخيرة تضم بين جنبيها مساحات زراعية قادرة على إنتاج العلف للمواشي.

وتختصر تجربة الغوطة بعدم ذبح النعاج "الإناث" إلا الهرمة منها، والتوجه لذبح الخراف التي تزيد أعمارها عن الثمانية أشهر، على اعتبار أن تربيتها تصبح خاسرة، لأن الزيادة في وزنها لا تتناسب وكمية العلف التي تأكلها.

من جهته دعا نائب رئيس اتحاد الأطباء البيطريين الأحرار رامي غنيم، إلى ترشيد عدد الأضاحي التي ستذبح في هذا العيد في أحياء مدينة حلب، مبيناً أن الثروة الحيوانية كفيلة بتعزيز أسباب الصمود في المدينة، معتبراً أن ذبح الذكور فقط "من البديهيات في حالة المدينة".

وخلال حديثه لـ"اقتصاد" ناشد غنيم الأهالي والجمعيات في المدينة بتدارك الخطر المحدق بالثروة الحيوانية، مشيراً إلى انخفاض مجمل الثروة الحيوانية بمعدل 75% في حلب وريفها عن العام 2011.

وعشية الدعوات التي وجهت للجمعيات الإغاثية بمراجعة أعداد الأضاحي التي ستذبح أيام العيد، أعلنت مؤسسة أفكار في بيان عن إلغاء مشروع الأضاحي في مدينة حلب، بسبب الحصار المطبق الذي تعاني منه المدينة.

 وطالبت المؤسسة في بيانها الذي وصل لـ"اقتصاد" صورة عنه، جميع الجمعيات بوجوب دراسة مثل هذا المقترح، والعمل على تنفيذه، للحفاظ على الأمن الغذائي للأهالي لأطول وقت ممكن.

إلى ذلك، نشر الشيخ محمد عبدالله نجيب سالم، على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، نص توصية صادرة عن المجلس الإسلامي السوري، حول الأضاحي في المناطق المحاصرة، توضح اتفاق جمهور العلماء على اعتبار أن الأضحية "سنّة غير واجبة"، في الوقت الذي تعتبر فيه رعاية الحاجة العامة وبالذات في المناطق المحاصرة واجبة، و"الواجب يقدم على السنة".

وبحسب ما جاء في التوصية الصادرة عن المجلس في العام 2014، فإن على الهيئات الشرعية أن توازن في موضوع الأضاحي، وتقدر حاجة منطقتها، حتى لا تفنى الثروة الحيوانية، وحتى لا تنشأ أزمة لحوم بعد فترة العيد، يكون الفقراء أول المتضررين منها.

ترك تعليق

التعليق