كيف بدأت في معضمية الشام، وإلى أين انتهت؟.. حكاية مهنة "الإعلان واللوحات الدعائية"



لمشاهدة الفيديو اضغط هنا



يتابع "أبو جمال" عمله الذي انقطع بسبب الحرب في مجال الإعلان واللوحات الدعائية.

وفي مدينة معضمية الشام، يستأنف "أبو جمال" الاشتغال في مهنته التي كان بدأها قبل أكثر من عقدين من الزمن.


اختلفت ظروف المهنة نظراً لأجواء الحرب والحصار التي تعيشها مدينته، وتغيرت مختلف التطورات التي طرأت على مهنة "الإعلانات" بشكل واضح.

"أبو جمال"، خلال لقائه بـ "اقتصاد"، يروي قصة هذه المهنة من البداية وحتى الوقت الراهن.


من الألف إلى الياء

"بدأنا مهنة الإعلانات منذ عدة عقود باستخدام الريشة والفرشاة والدهان، كان العامل في هذه المهنة يختار المكان الذي يريد تنفيذ إعلانه عليه،.. جدار، قطعة قماش، لوحة خشبية،.. ثم يشرع في الكتابة بالفرشاة كما يعمل الرسام"، يقول "أبو جمال" متحدثاً عن بداية المهنة.

"لم تكن تقنيات الإضاءة والتصنيع قد تطورت في تلك الفترة"، يتابع "أبو جمال".


وبعد جهود حثيثة استطاع العاملون في المهنة استحداث نوع جديد في مجال اللوحات الإعلانية يعتمد على البلاستيك.

يقول "أبو محمد"، بينما يعرض أمامنا لوحة قديمة صنعها بنفسه وفقاً لهذا النوع في التسعينات من القرن الماضي، "نقوم بتخطيط الكتابة الإعلانية على لوح بلاستيكي ثم نفرغ هذه الكتابة باستخدام أداة من أدوات النجارين، وتأتي العملية الأخيرة في لصق هذه الأحرف البارزة على المكان المراد وضع اللوحة فيه".

"كما أن هناك نوعاً آخر استخدم لاحقاً ويدعى "الفينيل" وهو مشابه للبلاستيك لكنه غير بارز ويلصق على البلور بحروف ملونة".

وإلى هذه اللحظة لم تكن قد دخلت تقنيات الإضاءة والكهرباء إلى مهنة الإعلانات.


 الفيلكس.. كان قفزة نوعية

يعتبر "أبو جمال" أن أكبر قفزة في مجال الإعلانات كانت باستخدام التصميم عبر الفوتوشوب ثم طباعة التصميم آلياً وبالألوان.

ويضيف: "صُممت آليات كبيرة لطباعة التصميمات الجاهزة وبعدد غير محدود من الألوان، عندما تتم الطباعة يعمل الحداد على صنع "آرمة" حديدية وتلصق اللوحة عليها ثم تسلط عليها الإضاءة".

وانتشرت هذه الطريقة بشكل كبير، ويقول "أبو جمال" إن هذا الفيلكس تربع على عرش المهنة بشكل أُلغيت معه معظم الأنواع الدعائية السابقة.

كما يشير صاحبنا إلى كروت الإعلان الصغيرة التي كانت تطبع بالآلاف وتكون تعريفاً بالشخص أو بالمكان مع رقم الهاتف والعنوان.


نهاية القصة

متألماً من النتيجة التي وصلت إليها المهنة التي أحبها؛ يتحدث "أبو جمال"، "لقد آلت هذه المهنة في المدن المحاصرة كمدينة معضمية الشام، إلى نهاية أليمة حقاً".

ويتابع حديثه قائلاً: "بإمكانك القول إن جميع الأنواع الدعائية المتطورة وغير المتطورة ألغيت ورجعنا ننفذ اللوحات الإعلانية - كما في السابق -  أي باستخدام الفرشاة والدهان".


ويسهب في الحديث متكلماً عن الصعوبات الكبيرة التي تواجهها المهنة، "الألوان والدهان وأدوات الرسم والتخطيط أصبحت في حكم المفقود، نحن نعتمد اليوم على موادنا السابقة، أما بالنسبة للقماش فقد استبدلناه بشوادر الأمم المتحدة التي دخلت في الفترة السابقة".


ترك تعليق

التعليق